Site icon دوحتي

توفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في قطر

أبرزت الصحف الأردنية زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، منوهة بطبيعة العلاقة الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، مشيرة إلى أن الزيارة تلقى ترحيباً واسعاً على المستويين الرسمي والشعبي، لاسيما أنها تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة تتطلب تنسيقاً وتشاورًا حيال العديد من القضايا، فضلاً عن أنها تعد ضرورة لمناقشة وتمتين العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين. وترسل زيارة صاحب السمو التي جاءت بعد تلقيه دعوة من شقيقه جلالة الملك عبد الله الثاني، رسائل عدة من بينها أن الدوحة لها مكانتها العربية والدولية المميزة، وتحظى باحترام وتقدير دائم، ورأيها مسموع في القضايا العربية والإقليمية، وأية حلول للقضية الفلسطينية. وتعد الزيارة التي هي الأولى من نوعها لحضرة صاحب السمو منذ نهاية مارس 2014، خطوة ضرورية نحو تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين تجاه مختلف القضايا، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك لما فيه خير لمصلحة الشعبين والبلدين.

ترحيب رسمي وشعبي

ونقلت صحف ومواقع عربية وأردنية عديدة تصريحات رسمية وشبه رسمية عن الزيارة من بينها ما أكده رئيس مجلس الأمة الأردني فيصل الفايز من إن العلاقات بين البلدين الشقيقين متينة وقوية وقائمة على المحبة والأخوة، و«علاقة جلالة الملك وحضرة صاحب السمو طيبة». وأن الزيارة تحقق جملة من الفوائد ستعود بالنفع على البلدين، أهمها مواقف قطر الداعمة للمملكة في شقها السياسي، خاصة دعم الموقف الأردني تجاه خطة السلام الأمريكية المعروفة ب «صفقة القرن».

كما قال ممدوح العبادي نائب رئيس الوزراء الأردني السابق إن الزيارة تأتي في ظرف حساس تمر به المنطقة، بعد إعلان الرئيس الأمريكي خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ووصف الزيارة بالإيجابية، ومن شأنها توطيد العلاقات الأردنية القطرية، تمهيدًا للانطلاق نحو عمل عربي مشترك للدفاع عن القضايا العربية، بعيدًا عن المناكفات والخلافات وحالة القطيعة بين الزعماء العرب.

واعتبر النائب في البرلمان الأردني إبراهيم أبو السيد، زيارة حضرة صاحب السمو لعمّان عودة للعلاقات الطبيعية التي يجب أن تكون قوية. وأضاف أنها زيارة مقدّرة، وسيكون لها أثر إيجابي على البلدين، كما أنها تأتي في وقت مهم حول ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وخاصة بعد طرح صفقة القرن. ووصف أبو السيد العلاقات الأردنية القطرية بالتاريخية التي لم تنقطع رغم ما حدث، وهي تعود لتحقق مصالح للبلدين، خاصة للأردن.

الرأي الأردنية

وبهذا الصدد قالت الرأي الأردنية: «إن العاصمة عمّان على موعد لاستقبال حضرة صاحب السمو الذي يبدأ زيارة رسمية إلى المملكة اليوم الأحد حيث يلتقي جلالة الملك عبدالله الثاني، لإجراء مباحثات تتناول سبل تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين، وآليات تفعيل التعاون بينهما في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها، إضافة إلى التطورات الراهنة في المنطقة. كما أن الجولة تأتي في إطار ثوابت دولة قطر، وحرصها على التواصل والتنسيق، وتعزيز العلاقات وتطويرها مع الأشقاء» . ومن المؤمل أن تشمل التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي «سيتم توقيعها في دعم وتعزيز هذه العلاقات، وفتح آفاق جديدة من التعاون أمامها، بما يخدم المصالح القطرية والأردنية، وكذلك القضايا والحقوق والتطلعات العربية بوجه عام».

صحيفة الدستور

أما صحيفة الدستور الأردنية فقالت: إن حضرة صاحب السمو وجلالة الملك عبدالله الثاني، سوف يجريان مباحثات حول تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين، وآليات تفعيل التعاون بينهما في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها، إضافة إلى التطورات في المنطقة. كما نشرت صحيفة الدستور الأردنية مقالًا للكاتب الأردني محمد داودية، الذي جاء بعنوان (أمير قطر في عرين عبد الله) وقال في مطلعه: تفتح عمّان قلبها قبل ذراعيها لاستقبال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، الذي يحل ضيفًا غاليًا عزيزًا على أخيه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين. وأضاف الكاتب: إنها قمة أردنية قطرية مرتقبة، ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية الأردنية القطرية. وستصب بكل تأكيد في مصلحة الأمة العربية وستدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وشدد الكاتب على أن زيارة صاحب السمو ستسهم بدعم المملكة الاردنية، في اخطر الظروف التي تمر على القدس وعلى القضية الفلسطينية المقدسة. ونوه الكاتب الأردني بالنهضة التي تشهدها دولة قطر ووصفها بالتالي: «مذهلة نهضة قطر. مذهل نموها العمراني العملاق، المتّسم بالضخامة والفخامة والجمال الآسر والذوق الرفيع». وأضاف الكاتب: تماثلنا دولة قطر الشقيقة في الروح القومية المجيدة التي يحدثنا عنها الأردنيون العاملون في قطر وهم يزيدون على 50 ألفًا. لقد لفت انتباهي أن كل الأردنيين الذين التقيتهم في الدوحة، يحبون القطريين شعبًا وأميرًا، لأنهم يَلقَون فيها معاملة عادلة متساوية، وعناية طبية فائقة الجودة بكلفة رمزية. ويحظون في قطر بتعليم مجاني في المدارس الحكومية المتميزة. ويفرح العربي الذي يزور قطر، لأن دولة عربية تحقق تقدمًا بارزًا في جودة التعليم، الذي تنفق عليه قطر 6 مليارات دولار سنويًا، وتحتل فيه المرتبة الأولى عربيًا والرابعة عالميًا، من بين 145 دولة، بعد سنغافورة وسويسرا وفنلندا. وأمام أمريكا 18 وألمانيا 20 وفرنسا 22. وختم الكاتب: مكانة صاحب السمو أمير دولة قطر ومكانة بلاده عالية جدًا لدى الأردنيين الذين تلفت نظرهم بقوة، محبة الشعب القطري لزعيمه المتواضع المحب لشعبه.

السبيل الإلكتروني

ونقل موقع السبيل الإلكتروني أصداء زيارة صاحب السمو حيث ذكر أن الزيارة التي سيقوم بها حضرة صاحب السمو بدعوة من أخيه الملك عبدالله الثاني تحظى بأهمية خاصة من حيث توقيتها والموضوعات التي يبحثها الطرفان. وأشار إلى أنها تلقى ترحيبًا واسعا على المستويين الرسمي والشعبي، ونوه الموقع بالعلاقات بين البلدين الشقيقين وقال إن علاقاتهما الدبلوماسية على مستوى السفراء بدأت في عام 1972، لكن علاقات البلدين تعود إلى ما قبل استقلال دولة قطر عام 1971، عندما استضافت قطر مجموعة من الموظفين الأردنيين في المجالات التعليمية والقضائية والاقتصادية والعسكرية.

وقال رئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية القطرية العين حماد المعايطة إن الأردن يرحب بهذه الزيارة المهمة واصفا العلاقات بين البلدين بأنها تاريخية وتستمد قوتها وديمومتها من نسيجها العربي وإطارها الإسلامي. وقال إننا في الأردن نقدر مواقف حضرة صاحب السمو ونقدر مواقف قطر الداعمة والمساندة للأردن في مختلف المجالات. وأضاف، إن ثمار هذه الزيارة ستكون ممتازة على مستوى العلاقات الثنائية، معربًا عن الأمل بأن تسهم في جمع شمل الأمة ووحدة الصف الذي يسعى له دائمًا صاحب السمو وأخوه جلالة الملك عبدالله الثاني.

الاستثمارات

في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات القطرية الأردنية تطورات واسعة في مختلف المجالات، سجلت الاستثمارات القطرية بالأردن ارتفاعا خلال السنوات الخمس الماضية، حتى وصلت نحو مليار دينار (1.4 مليار دولار) موزعة بين بورصة عمّان وقطاعات الطاقة والسياحة والعقارات. وشهد حجم التبادل التجاري ارتفاعًا متواصلا منذ عام 2011 وحتى الآن، وسجل العام الماضي ارتفاعا بنسبة 18% عن سابقه إذ بلغ 262 مليون دينار أردني (370 مليون دولار). وشهد السوق القطري دخول نحو 175 شركة أردنية جديدة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي من خلال شراكات وتحالفات مع شركات قطرية، وبلغ عدد الشركات المشتركة العاملة بالسوق القطري نهاية الربع الثالث من العام الماضي 1725 شركة مقابل 1550 شركة بنهاية 2018.

أوجه التعاون

وأعلنت قطر، في يونيو 2018، تقديمها مساعدات للأردن بقيمة 500 مليون دولار، وتوفير 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في قطر.

كما أظهرت البيانات الرسمية أن القيمة الإجمالية للاستثمارات القطرية في سوق عمّان المالي حتى نهاية أغسطس الماضي، زادت على المليار دولار، تركزت في القطاعات العقارية والمالية والسياحية؛ لتحل ضمن أول خمسة مراكز من حيث إجمالي الجنسيات المستثمرة في هذا السوق، وفق تأكيدات السفير. وتحتضن قطر مجموعة كبيرة من الأردنيين، وستزداد العلاقات الاقتصادية بعد الزيارة، كما يؤكد النائب الأردني.

المصدر : جريدة الراية قطر

Exit mobile version