في خطوة من الخطوات الهامة التي تؤكد جاهزية مصانعنا الوطنية لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا عالميا رغم محدودية انتشاره محليا، بفضل الله وبفضل الجهود التي تبذلها الجهات المختصة للسيطرة على الموقف، بادرت المصانع الوطنية بإنتاج عبوات مطهرة ومعقمة بنفس مواصفات الصحة العالمية، وهي اليوم متوفرة بمختلف المنافذ التجارية للاستخدام العام وبأسعار تنافسية. وفي هذا الصدد أعلن مصنع فيتكو لمواد التنظيف عن طرح أول منتج وطني مطهر ومعقم الايدي يحمل اسم HAND SANITIZER بالمواصفات الصحية العالمية لمواجهة الفيروسات، بما في ذلك فيروس كورونا، حيث عمل المصنع خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد التطورات الصحية المتلاحقة في المنطقة إلى العمل على إنتاج منتج وطني بالمواصفات والسعار المناسبة لتلبية طلب السوق المحلي في مجال المطهرات والمعقمات، وتابعت الشرق اللحظات الأولى لطرح المنتج في الأسواق بتاريخ الأول من مارس الجاري، وذلك بعد عمل استمر لنحو 24 ساعة متواصلة في أغلب الأوقات بورش المصنع، تخللتها اتصالات عديدة ومتواصلة مع جهات ومؤسسات ونقاط بيع مختلفة لتأمين احتياجاتها من هذا المنتج الذي يتوافر اليوم بحجم 500 مل في مختلف المحلات التجارية.
HAND SANITIZER
وفي لقاء مع السيد خالد البوعينين رئيس مجلس إدارة شركة فيتكو القابضة، حول الخطوات الأولى للمنتج، رد قائلا: نحن طرحنا من سنتين منتجا مطهرا ومعقما للايدي يحمل اسم HAND SANITIZER وكان موجودا في الاسواق مع غيره من المنتجات ولكن لم يعط المساحة الكافية، حيث كانت 90 % من حجم الأرفف والمساحات للمنتج المستورد بينما كانت المساحات المخصصة للمنتج المحلي بسيطة جدا، فلما حصلت أزمة الحصار الجائر، قامت الدول التي كنا نفتح لها رفوفنا لتصدير منتجاتها إلينا ونعطيها 90 % من هذه الرفوف بمنع التصدير، وقالوا إن بلدانهم أولى بهذا المنتج، وبالتالي أصبحت 90 % من أرففنا خالية، ولكن الآن بفضل الله أصبحنا ننتج منتجا بحجم جديد، بحجم 500 مل، ونغطي الأسواق المحلية.
اقرأ أيضاً : البدائل والحلول في حال استمرار تعليق الدراسة في قطر
وعن التحديات التي واجهت مصنع فيتكو لتطوير المنتج والعمل على تلبية الطلب المحلي، أوضح السيد خالد البوعينين أن المشكلة الأساسية في البداية كانت عدم توفر مساحة على الرفوف نظرا لأنه ومنذ سنين لم تكن هناك مساحة كافية للمنتج الوطني على الرفوف، وبالتالي الإمكانيات والعبوات والمواد الأولية، أو بمعنى أدق كل النظام المشتغل بالمصنع كان يعمل على النسبة المتوفرة، أي 10 % تقريبا، بمعنى أنه لم يكن بالامكان تشغيل ماكينات تنتج عشرات الأطنان وأنا السوق المتاح لي على الرف لا يتجاوز أطنانا محدودة، وبناء عليه تم التعامل مع الموضوع بعد الأزمة على أساس المعايير التي يعمل بها في مثل هذه الحالات، ومنها أن النظر إلى هذا المنتج باعتباره أمنا صحيا قوميا.
المنتج الجديد يواكب الوضع الصحي
وبسؤاله عن كيف تم تطوير المنتج الجديد ليواكب الوضع الصحي، ليس المحلي فحسب بل والعالمي، مع ظهور فيروس كورونا وما يتطلبه من احتياطات صحية في مقدمتها توفر المنظفات والمعقمات الصحية، قال السيد البوعينين إن العمل على هذا الأمر أخذ وقتا وجهدا كبيرين، حيث تم طرح منتج جديد بالمواصفات الصحية المطلوبة وبسعر مناسب يوم 1 مارس الجاري، وبكميات كبيرة جدا، حيث تم توريده إلى مختلف الجمعيات والمولات والصيدليات وبعض الوزارات ومطار حمد الدولي، وبعض البنوك، وبعض الجهات الأخرى، حيث تم التجاوب مع كل الطلبات ولم نرفض أو نعتذر عن أي طلب، وقدمنا هذا المنتج في وقت قياسي، وأنا شخصيا كنت أباشر الأعمال لمدد تصل لنحو 24 ساعة متواصلة، لأن المسألة بالنسبة لي ليست مسألة تجارية أو ربحية، بقدر ما هي مسألة أمن صحي وطني، ومسألة تهمني شخصيا لتغطية جانب يلبي احتياجات وطني وأبنائه قبل أي شيء آخر. وفريق العمل عمل كذلك على مدار الأربع والعشرين ساعة وكنا نوجه العملاء بتواجد المنتج في الأماكن التي تم تنزيله بها ليكون في متناول الجميع قدر المستطاع، وأعلنا أن أي شخص لم يحصل على المنتج بإمكانه القدوم الينا في المصنع لاستلامه، لأنني لا أريد أن يقول أحد لم أستطع أن أحمي نفسي، طبعا بعون الله تبارك وتعالى. ولكن المهم هو ألا يكون هناك خوف أو قلق لدى الناس من عدم توافر المعقمات الضرورية في مثل هذه الحالات. ونحن مستعدون لاستقبال الجميع في أي وقت ولن نرد أحدا دون الحصول على غايته.
وعن التقديرات المتوقعة لتغطية الاحتياجات على المعقمات في ضوء الزيادة الملحوظة في الطلب، يفول السيد البوعينين: استطعنا كمصنع وحيد في قطر أن نغطي نسبة عالية جدا من الاحتياجات التي تعاملنا معها في النقاط الأساسية للبيع، وفي جهات حكومية وشبه حكومية، وذلك بمنتج وطني تم إنتاجه بنفس المواصفات العالمية الصحية، وبشكل مناسب للجميع من حيث الحجم وسهولة الاستخدام. وهنا أنوه إلى مسألة مهمة تتعلق بحجم العلبة، ذلك أن الأحجام الصغيرة هي ملكية فردية قد تكون في متناول البعض ولكنها ليست في متناول الجميع ولكن الحجم المتوسط الذي أنتجنا به هذا الصنف هو متاح للجميع ويمكن توفيره في مختلف الأماكن وهذا هو الحاصل حاليا حيث تجده في المطار مثلا، أو أي مكان عام متواجد على الطاولات وأماكن التعقيم، وهو يتماشى مع استراتيجية الصحة في قطر التي تعتبر أن الصحة حق للجميع، وهذا ما يوفره هذا المنتج كمنتج مخصص للاستخدام العام وليس مجرد الاستخدام الشخصي.
قطر آمنة
وعن استراتيجية التصدير لدى المصنع، وما إذا كان ينظر في تصدير هذا المعقم إلى الخارج، يقول السيد البوعينين إنه تلقى طلبات للتصدير إلى الخارج، وخاصة إلى الكويت وسلطنة عمان وهولندا وبريطانيا، ولكننا ننظر إلى الاكتفاء الذاتي أولا، وتأمين وإشباع السوق المحلي، ولن يتم تصدير هذا المنتج مهما كانت العروض مغرية حتى يتم إشباع السوق المحلي، وبفضل الله تعالى فإن المؤشرات تعزز رؤيتنا في هذا الشأن، فاليوم وصلنا لمرحلة حصول وفرة في البضاعة وهذا يولد لدينا اطمئنانا بحصول اكتفاء، فوجود المنتج على الرفوف بشكل دائم يؤشر إلى بدء تحقيق أهدافنا بتحقيق هذا الاكتفاء، وبقاء البضاعة بالرف يعني أن البيت مؤمن، وهذا يعطينا مؤشرا على أن هذا المنتج متوفر في عدد كبير من البيوت، لأنه لن يتوافر على الرفوف ما دام هناك نقص، وهذا يطمئننا بأننا بدأنا فعلا تحقيق الهدف المتعلق بتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه البضاعة المهمة والحيوية لصحة وسلامة الجميع.
مدير إدارة التموين والمخزون الإستراتيجي : مخزون المواد الغذائية وافر ولا داع للهلع
أوضح السيد عبدالله خليفة الكواري مدير إدارة التموين والمخزون الاستراتيجي بوزارة التجارة والصناعة أنّ السوق المركزي سيستأنف العمل اليوم، بعد اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية، وستعود حركة البيع والشراء إلى نشاطها الاعتيادي.
و أكد لتلفزيون قطر أنه تمّ رصد حالتين في السوق المركزي تبين إصابتهما بفيروس كورونا، وكانت ناتجة عن اختلاطهم بأشخاص من خارج السوق، منوهاً أنه تمّ إغلاق السوق يوم أمس كإجراء وقائي واحترازي.
و بخصوص توافر السلع الاستهلاكية في المجمعات التجارية، أكد أنّ دور الوزارة الأساسي في الرقابة على توافر السلع للمستهلكين، والمتابعة المستمرة لجميع المجمعات التجارية بهدف توفير أيّ نقص قد يطرأ على المواد الغذائية، وأنّ الفرق التفتيشية والرقابية بالوزارة تعكف باستمرار على تكثيف الحملات التفتيشية بهدف رصد النقص في المنتجات أو مراقبة أيّ زيادة في الأسعار.
كما أوضح إلى أنّ عمل الوزارة الأساسي هو الرقابة المستمرة على السلع وتوافرها للجمهور، وبدأنا فعلياً في تفعيل الفرق الرقابية في الأسواق انطلاقاً من عملنا المعتاد ولا يقتصر على إدارة أزمة كورونا.
وطمأنّ الجمهور بتوافر مخزون استراتيجي يفي باحتياجات المجتمع، وأنه لا داعي للهلع والقلق بشأن أيّ نقص قد يطرأ على السوق، لأنّ الوزارة ستقوم على الفور بتغطية هذا النقص إضافة ً إلى التجارة والموردين الذين بدأوا فعلياً في توفير مخزون جيد من المواد الغذائية.
وأشار السيد الكواري أنه تجرى اجتماعات مكثفة مع جميع المجمعات الاستهلاكية يومياً، لمراقبة الكفاية من المواد التموينية الأساسية، ولدينا أيضاً اجتماعات مجدولة مع تجارة وموردين لتوفير ما ينقص من المجمعات من مخزون غذائي.
إنّ الوزارة لديها مخزون كبير جداً من التموين، وهو يفوق الطاقة الاستيعابية للمخازن بالإضافة إلى الجهود التي يبذلها التجار لتوفير النقص وأيضاً الاستعداد لشهر رمضان المبارك قبل الشهر بوقت كاف ٍ.