Site icon دوحتي

فيروس كورونا | نظريات مؤامرة ومفاهيم مغلوطة

لا شك أن فيروس كورونا المستجد تصدر المشهد اليومي وبات حديث الصغير والكبير وشد أنفاس العالم واختلف في تحليلاته الكثير فأصبح الجميع إما محللا سياسيا أو اقتصاديا أو حتى خبيرا اقتصاديا يفتي وينصح بما علم به أو لم يعلم.

وامتدت قوائم الأخبار الكاذبة حول كورونا وتشعبت  من نظريات مؤامرة هزلية إلى أخرى مروعة وغص مجال الإنترنت بنظريات عن “الأصل الحقيقي” لكورونا ومن اخترعه وطوره وما الهدف من ورائه .

وعلى سبيل المثال وليس الحصر  خرجت  الناشطة في مجال الإنترنت دان آشلي الأسبوع الماضي بنظرية تقول أن  الفيروس ظهر من خلال بناء شبكة المحمول جي 5 في محافظة ووهان الصينية. وبهذا أتممت أشلي الدائرة بين نظرية المؤامرة الرقمية والوباء الرقمي وفقا لدوتشية فيليه الألماني.

ولكن  ليس كل ما يشاع صحيحا ففيروس كورونا حتى هذه الللحظة ليس له أصل يمكن إثباته داخل مختبرات الجيش الصينية أو الأمريكية. وليس هناك شعب معين أو قومية محددة محصن من الناحية الجينية ضد كورونا.

ومع كثرة التحليلات والنظريات والأنباء المغلوطة حول الفيروس المستجد باتت التحذيرات من الأخبار الزائفة حول كورونا تحتل  حيزا مثل الأخبار الرسمية حول الموضوع. فمنظمة الصحة العالمية أقامت موقعا خاصا بها من شأنه الحد من الشائعات الرائجة حول أدوية مفترضة وطرق انتشار الفيروس.

ولطالما ارتبطت الأوبئة التي ظهرت عالميا بتاريخ طويل لنظريات المؤامرة  التي كان لها   انعكاسات خطيرة حينها  على القضايا الرئيسية ولذلك يجب على العالم أن يأخذ العبر والدروس من الماضي فإليكم بعضها.

الموت الأسود

وعندما اجتاح الطاعون مثلا أوروبا في القرن الـ 14 لم يكن أحد يعرف أصله. وبسرعة ظهرت شائعات حول تسميم آبار. وبنفس السرعة تم الكشف أيضا عن الجناة المفترضين: اليهود “بمخططهم الشيطاني للسيطرة على العالم”. وباء غير معروف تم شحنه سياسيا ودينيا ليتفجر في شكل اضطهاد وتهجير

الإنفولنزا الإسبانية” و”السم الألماني”
قضت   “الإنفولنزا الإسبانية” في غضون سنتين فقط (1918 ـ 1920 ) على أكثر مما  قتلته الحرب العالمية الأولى وتسببت بوفاة ما بين 25 و 50 مليون شخص وبما أن أصلها تم إخضاعه للبحث فقط ابتداء من الثلاثينات، أعلن الكثير من المعاصرين المرض بأنه “سم ألماني”، سلاح طوره الجيش الألماني بشكل اصطناعي.

“خنافس ضد ألمانيا الشرقية”

لم يكن مرضا ولكن آفة خنفس البطاطس في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا. فعندما كاد في 1950 أن يدمر تقريبا محصول البطاطس، أعلنته الدعاية الاشتراكية بسهولة أنه “سلاح أمريكي” تم استخدامه للتدمير ضد الشرق. فالنظام الشرقي الألماني الجديد أراد بذلك صرف الانتباه عن الإخفاقات الذاتية

“الإيدز والتضليل الإعلامي”

مرض آخر شهد  تضليلا إعلاميا كبيرا  وانطلاقا من 1983 روج جهاز المخابرات السوفياتي السابق “كي جي بي” عالميا للشائعة التي تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية طورت الإيدز كسلاح بيولوجي وجربته على سجناء وأبناء أقليات ومثليين وألقت بالمسؤولية في ذلك على إفريقيا كأصل للمرض. وبالرغم من أن علماء البيولوجيا والأطباء في كل مكان في العالم نفوا صحة هذه النظريات، فإن نظرية المؤامرة هذه تبقى إلى يومنا هذا رائجة

إيبولا”

انفجر مرض ايبولا في افريقيا. وبعض المنظرين للمؤامرة المؤمنين بأصل الإيدز في المختبرات الأمريكية ألقوا مجددا بالمسؤولية في انتشار إيبولا على محاولات اختبار أسلحة بيولوجية في مؤسسات البحوث العسكرية في فورت ديتريك بالولايات المتحدة و في بورتون داون ببريطانيا

مرض اللايم واستخدام القراد كسلاح بيولوجي

في 2019 وُجهت عدة أسئلة داخل الكونغريس الأمريكي من قبل النائب الجمهوري، كريس سميث الذي حث وزارة الدفاع الأمريكية على الكشف عن وثائق سرية حول تربية قراد “عسكري” بين 1950 و 1975. وهذا القراد، كما كشفت “دراسة” نشر مرض Lyme-Borreliose في العالم

كيف يتم الفحص المخبري السريع لتشخيص الإصابة بفيروس كورونا؟

وكما غيره  تروج  نظريات متعدده  حول فيروس كورونا تصفه  بأنه سلاح بيولوجي اصطناعي من إنتاج صيني. وكيفية التعليل هي دوما متشابهة ولا وجود لأدلة. وهذا النوع من نظريات المؤامرة ينشأ لاسيما في الفترات الأولى للأوبئة التي يبقى أصلها وانتشارها غير واضح نسبيا

ومما يزيد الوضع تعقيدا هو  الثورة الرقمية ، لأن الشائعات والأخبار الكاذبة تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أسرع من علم البيولوجيا والطب وقدرة السلطات الطبية على توفير المعلومات. فالزمن الرقمي له مفعول شاحن توربيني على نظريات المؤامرة حول الأمراض.

ولكن في النهايه كورونا هو فيروس لا يمكن مواجهته إلا بالبحوث الجدية وإجراءات النظافة والرعاية الصحية. وهنا أيضا يساعد التعليم والتأهيل الإعلامي والنظافة الفكرية.

خبراء يحذرون من ارتداء اكسسوارات معينة في ظل انتشار كورونا

حذر خبراء من أن ارتداء بعض الاكسسوارات مثل ساعة اليد أو الخواتم، التي يمكن أن تجعل المعقمات القائمة على الكحول عديمة الفائدة ضد فيروس كورونا الجديد.

وقال البروفيسور مارك ويلكوكس، عالم الأحياء الدقيقة في مستشفيات ليدز: “قواعد إدارة الصحة الوطنية البريطانية NHS الخاصة بالوقاية من العدوى ومكافحتها، فيما يتعلق بمجوهرات اليد، تقول إنه يجب إزالة عناصر المعصم من أي وصف، لا يمكن تنظيف المعصم بنجاح عند ارتداء أي شيء، وهو من منظور نظافة اليدين جزء منها، يُسمح بارتداء خاتم بسيط، ولكن خواتم مرصعة بالجواهر، غير مسموح بها”.

وقال السيد جوناثان بول، أستاذ علم الفيروسات الجزيئية بجامعة نوتنغهام: “من المستحسن دائما غسل اليدين أو التطبيق الصحيح للجل المعقم، وهذا يعني بالتأكيد ضمان تنظيف الزوايا المخفية، خاصة تحت الخواتم على الأصابع وما شابه”.

كورونا يغزو العالم.. ارتفاع الوفيات والصين تعرض المساعدة

وأضاف بول: “هذه الفيروسات لا تعيش على بشرتك كما تفعل الكثير من البكتيريا ، إنها بسيطة تتحرك من سطح إلى آخر ثم إلى عينيك أو أنفك أو فمك”.
كما حذر الخبراء من الأظافر الطويلة أو الاصطناعية، حيث يمكن أن تتجمع “البكتيريا والفيروسات والأوساخ” تحتها، ويأتي ذلك بعد التحذير من قضم الأظافر، حيث يمكن لهذه العادة أن تزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا.

من المستفيد من كورونا؟

أنعش تفشي فيروس كورونا “كوفيد – 19” عالميا عديد القطاعات وفق ما أكده مواطنون في استطلاع لـ الشرق، حيث كان لهذا المرض وقع إيجابي على جملة من الأنشطة على غرار قطاعات الرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية والترفيه على غرار “نتفليكس” وسط توقعات باتساع دائرة الفيروس حول العالم.

وأكد المواطنون أن السعي لتجنب الازدحام والابتعاد عن منتجات بعض الدول التي تفشى فيها المرض وسع دائرة الاختيار لدى المستهلك بحيث اصبح يدقق أكثر فأكثر في بلد المنشأ ويقدم طلبات متزايدة عبر الشبكة العنكبوتية للحصول على منتجات ذات جودة عالية بعيدة كل البعد عن تداعيات الفيروس.

وفي هذا السياق قال أحمد كافود إن موضوع كورونا أو ما اصطلح على تسميته “كوفيد -19” تم تضخيمه اكثر من اللازم ويمكن إدراجه تحت خانة الحروب البيولوجية، مشيرا إلى أن لوبيات صناعة الأدوية في العالم تعتبر من أكثر المستفيدين من هذا المرض.

وأشار كافود إلى أن قطاع التجارة الإلكترونية و انتعاشته تبقى مرتبطة بحساسية الفرد في تعامله مع الفيروس ومدى انتشاره. ولفت إلى أن شركات الاتصالات قد تستفيد مع تعظيم التعاملات الإلكترونية سواء بالشراء أو إنجاز بعض الأعمال إلكترونيا تجنباً للاتصال المباشر مع الأفراد.

فيروس كورونا (كوفيد-19): أسئلة وأجوبة‏

وفي هذا الإطار زاد سهم شركة “نوفافاكس”، التي تقوم بتطوير لقاحين للمراحل المتأخرة من الإنفلونزا والأمراض المعدية الأخرى بنسبة 72%.

تكنولوجيا المعلومات

وشدد خبير الاتصالات والمدير العام لشركة قطر لأنظمة الكمبيوتر، محمد علم، على أن انتشار فيروس الكورونا في مختلف دول العالم لفت الانتباه إلى أهمية إرساء مجتمع واقتصاد إلكتروني، مشيرا إلى إن تشبيك مختلف الجهات الحكومية و الخاصة وإتاحتها لطالبي الخدمات أثبت جدواه في إدارة الأزمات على غرار الإرباك الذي أحدثه تفشي مرض كورونا في مختلف دول العالم. وأكد أن التوجه الذي اختارته قطر منذ فترة في إرساء دعائم مجتمع المعرفة القائم على بنية أساسية إلكترونية متطورة ساهم بالفعل في التقليص من التحول إلى الجهات الحكومية والخاصة لطلب الخدمات مما خفف من الاحتكاك وانتقال العدوى بين مكونات المجتمع.

وقال إن لقاءات الأعمال وإدارتها أصبحت تُؤمن شيئا فشيئا عبر نظام مؤتمرات الفيديو (Video Conference ) التي ساهمت إلى حد كبير في ضمان استمرارية النشاط الاقتصادي الذي كان في السابق يتطلب التنقل من دولة إلى أخرى، مشيرا على صعيد آخر إلى الانعكاسات السلبية لتفشي المرض على المستوى الدولي خاصة على مستوى توريد بعض المنتجات التي يحتاجها قطاع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات.

كما شهد عملاق التجارة عبر الإنترنت “جا دي.كوم” قفزة في مبيعات المنتجات الطازجة عبر الإنترنت 215%، ويعدّ الأرز والحليب الأكثر طلباً بالتوازي مع أدوات التنظيف والتطهير، وإلى ذلك شهدت شركة “مايتوان” للبقالة ارتفاعاً بنحو ثلاث مرّات في مبيعات البقالة اليومية في بكين خلال العطلات، مع ارتفاع مماثل في شراء الطحين وزيت الطهي. وأعلنت شركة “جاي دي.كوم” عن رغبتها في توظيف 20 ألف عامل في توصيل ونقل السلع، وهو ما قد يعدّ نعمة لموظّفي المطاعم العاطلين عن العمل تقنياً.

خدمة التوصيل

وترى بعض المؤسّسات في خدمة التوصيل منقذاً لها، ففي سلسلة مطاعم «يونهاي ياو» تبدو طاولات المطاعم ممتلئة بالخضار الطازج المعدّ للنقل كما هو أو مقطع، وذلك بدلاً من الأطباق الجاهزة التي تبرز عادة على قائمة الطعام لديهم.

دول عربية تتخذ مزيداً من الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا

وتشير التقارير إلى أن “كوفيد -19 ” انتعشت قيمة البيتكوينا، العملة الرقمية المشفرة الأشهر مرة أخرى لتبلغ أكثر من 10,300 دولار أمريكي، مدفوعةً من قبل المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن وسط مخاوف من التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا.

ومن بين شركات التكنولوجيا الحيوية، قفزت أسهم «إينوفيو فارماسيتوكالز» بنسبة 25%، ثم سهم شركة “مودرينا” الأمريكية المتخصصة في التقانة الحيوية بنسبة 5% في الفترة نفسها، بينما زادت القيمة السوقية لشركة “ثري إم” بنحو مليار و400 مليون دولار أمريكي في الفترة الأولى من بداية العام.

وأعلنت شركة تاوباو المملوكة لمجموعة علي بابا، عملاق التجارة الإلكترونية في الصين وفي العالم، عن بيع كميات كبيرة من الأقنعة الطبية خلال الفترة الأولى من اكتشاف الفيروس، على الرغم من أن تلك الواقيات مطلوبة فقط للمصابين بفيروس كورونا وليس لمن يخشون العدوى وفق لـ “كليفلاند كلينك”.

تفادي الازدحام

من جهته قال حسين بوحليقة إن مرض الكورونا انعش قطاعات عدة على غرار التجارة الإلكترونية واتجاه المستهلكين إلى التزود بالسلع إلكترونيا من عدة دول أخرى غير موبوءة.

وأشار بوحليقة إلى أن قطاع المستحضرات الصيدلانية والطبية بالإضافة إلى مواد التنظيف والتطهير شهدت بدورها انتعاشا ملحوظا وارتفاعا في رقم معاملاتها، داعيا المستهلكين إلى عدم اللهفة والاكتفاء بالحاجة فقط.

بدوره قال محمد المنصوري إن فيروس كورونا سينعكس إيجابا على التجارة الإلكترونية لرغبة العديد من المستهلكين في تفادي الأماكن المزدحمة لتفادي العدوى، مشيرا إلى أن بعض شركات الترفيه بدورها ستستفيد من تفشي المرض على غرار شبكة “نتفليكس” وغيرها التي تقدم الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت نتيجة البقاء وقت أطول في المنازل.

 

Exit mobile version