Site icon دوحتي

كورونا يغزو العالم.. ارتفاع الوفيات والصين تعرض المساعدة

لليوم الثاني يلزم الإيطاليون منازلهم من الإغلاق التام في البلد سعيا لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد الذي أودى بأكثر من 600 شخص حتى الآن، في حين عرضت الصين إرسال فرق طبية إلى إيطاليا لمساعدتها في مكافحة الفيروس، وسط ارتفاع نسبة انتشار الفيروس في دول العالم المختلفة، خاصة بأوروبا.

وتخطى عدد الوفيات جراء كورونا الجديد “كوفيد-19” 1100 خارج الصين القارية التي أحصت وحدها 3100 وفاة، بحسب حصيلة وضعتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى الأرقام الرسمية.

وباتت إيطاليا أول بلد يعمم تدابير صارمة سعيا لوقف انتشار فيروس كورونا، وتهافت الإيطاليون منذ مساء أول أمس الاثنين على المتاجر الكبرى لشراء منتجات أساسية.

وتزداد إيطاليا عزلة، إذ تطلب النمسا من المسافرين القادمين من هذا البلد تقديم إفادة طبية، في حين أغلقت سلوفينيا حدودها معه، كما أوقفت إسبانيا وكذلك شركات الطيران البريطانية والفرنسية والكندية الرحلات إلى المدن الإيطالية.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينغوا) أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال في حديث هاتفي مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو إن الشعب الصيني لا ينسى الدعم الذي تلقاه من إيطاليا في بداية أزمة كورونا، وعرض تقديم المساعدة لمواجهة الفيروس.

وقال الوزير الإيطالي إن حكومة بلاده تتعلم من التجربة الصينية الناجحة في مكافحة الفيروس، واتخذت تدابير صارمة لمنع انتشاره.

ولفت الوزير الإيطالي إلى أنه رغم أن الصين نفسها لا تزال بحاجة إلى كميات كبيرة من المواد الطبية فإنها تعتزم تقديم مساعدات لإيطاليا، من بينها أقنعة الوجه، كما ستسرع وتعزز صادراتها من الإمدادات والمعدات لإيطاليا لتلبية احتياجاتها الملحة.

وأوضح أنه إذا ما طلبت إيطاليا فإن الصين سترسل طواقم طبية إلى إيطاليا للمساعدة في مكافحة الفيروس.

الوباء في الصين تحت السيطرة
وفي الصين، خففت السلطات تدابيرها، وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الوباء بات “تحت السيطرة عمليا”.

وزار شي لأول مرة أمس الثلاثاء منطقة ووهان عاصمة محافظة هوبي بؤرة كورونا، حيث أعلنت السلطات الرفع الجزئي للحجر الصحي المفروض على السكان.

ولم تسجل سوى 24 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة في الصين، في تباطؤ كبير لانتشار الفيروس مقارنة بمئات الإصابات الجديدة التي كانت الصين تسجلها يوميا في فبراير/شباط الماضي.

وقالت حكومة إقليم هوبي الصيني في إشعار اليوم الأربعاء إن الصناعات الرئيسية ستستأنف أنشطتها في مدينة ووهان بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد الذي حصد أرواح أكثر من 4000 شخص حتى الآن.

وجاء في الإشعار أنه سيتم السماح لقطاعات رئيسية مثل النقل العام والإمدادات الطبية والمؤسسات المنتجة للضروريات اليومية في ووهان عاصمة إقليم هوبي بالعودة إلى العمل.

وأضاف أن صناعات أخرى لها تأثير على سلسلة الإمدادات المحلية أو العالمية يمكنها أيضا العودة إلى العمل بتصريح من السلطات المعنية.

الوباء في ثلاث قارات
وخارج الحدود الصينية، يواصل الوباء انتشاره ليصل إلى عتبة الوباء العالمي، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وفي الولايات المتحدة حيث ارتفع عدد الإصابات إلى ما يزيد على 900 حالة تقرر فرض العزل على مدينة نيو روشيل بضاحية نيويورك.

وأكد ترامب أنه بصحة “جيدة جدا”، مبديا في الوقت نفسه استعداده للخضوع لفحص لكشف الإصابة بكورونا.

وألغى المرشحان في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية جو بايدن وبيرني ساندرز مهرجاناتهما الانتخابية الثلاثاء بسبب انتشار الفيروس.

ويسجل تزايد كبير في عدد الضحايا في العديد من البلدان مثل إيران (أكثر من ثمانية آلاف إصابة وحوالي 300 وفاة)، وإسبانيا (أكثر من 1600 إصابة)، مع وفاة أولى في كل من المغرب ولبنان وبنما.

ووصلت حصيلة الفيروس بالإجمال إلى أكثر من 117 ألف إصابة في أكثر من مئة بلد ومنطقة، وبينها 36 ألف إصابة خارج الصين، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي إيران، أعلنت وزارة الصحة اليوم ارتفاع عدد الوفيات بكورونا إلى 354 والإصابات إلى تسعة آلاف.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “ما زلنا في بداية هذا الوباء” مع تسجيل حوالي 1800 إصابة و33 وفاة في فرنسا، واستبعد اتخاذ إجراءات صارمة شبيهة بالتدابير في إيطاليا.

وفي بريطانيا، أعلنت وزيرة منتدبة في وزارة الصحة تبلغ من العمر 62 عاما إصابتها بالفيروس.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحذر
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد صرحت بأن ما بين 60% و70% من الألمان عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد، وأشارت إلى أن كفاح ألمانيا ضد كورونا سيستغرق وقتا طويلا.

وقالت ميركل إن على الأوروبيين أن يستوعبوا أن كورونا وصل، ويجب العمل على إبطاء انتشاره.

وصرح وزير الصحة الألماني ينس سبان اليوم الأربعاء بأن إغلاق حدود البلاد لن ينجح في منع انتشار فيروس كورونا، رافضا الدعوات بأن تحذو ألمانيا حذو جارتها النمسا وتمنع دخول الزوار من إيطاليا.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الثلاثاء أنها ستستخدم “كل الأدوات المتاحة” لدعم الاقتصادات المتأثرة بالوباء، وذلك في ختام مؤتمر عبر دائرة الفيديو عقدته مع قادة الدول الأعضاء الـ27.

وأعلنت السلطات الإندونيسية الأربعاء تسجيل أول وفاة في البلاد بسبب كورونا الجديد.

وفي العراق، أعلنت دائرة صحة محافظة كربلاء جنوبي العراق اليوم الأربعاء تسجيل وفاة جديدة لمصاب بكورونا، ليرتفع بذلك عدد الوفيات بسبب الفيروس في عموم البلاد إلى 8.

كما حظر العراق دخول الوافدين الأجانب من 11 دولة، ومنع مواطنيه من السفر إليها وهي: الصين وإيران واليابان وكوريا الجنوبية وتايلند وسنغافورة وإيطاليا والكويت والبحرين وفرنسا وإسبانيا حتى إشعار آخر، باستثناء الوفود الرسمية والهيئات الدبلوماسية.

مقتدى الصدر يرفض العلاج الأميركي
وأعرب زعيم تيار الصدر العراقي مقتدى الصدر عن رفضه أي علاج لفيروس كورونا تصنعه شركات أميركية.

وكتب الصدر على حسابه في تويتر “استوقفني قول ترامب: نقوم بعمل عظيم ضد فيروس كورونا، والوضع سيصبح أسوأ لولا تدخلنا”.

وأضاف “إن أي علاج يصدر منك ومن شركاتك الموبوءة لا نرتضيه ولا نريده، فأنت لست عدو الله فحسب بل عدو الشعوب”.

وسجلت في إسرائيل 26 إصابة جديدة بعدوى فيروس كورونا، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات إلى 76.

ومنعت السلطات الإسرائيلية دخول 400 أجنبي عبر المعابر البرية مع الأردن ومصر، ووفق الإحصائيات فإن ما يزيد على 197 ألف أجنبي قد غادروا إسرائيل في الأسبوعين الأخيرين منذ بدأت وزارة الصحة تطبيق إجراءات صارمة لمحاصرة انتشار فيروس كورونا.

وأثر تفشي الفيروس سلبا على مختلف الأحداث الرياضية حول العالم، فدفع إلى إلغاء بعضها أو إرجائه، أو إقامة أحداث أخرى خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، ولا سيما مباريات كرة القدم في أوروبا.

كورونا أزمة حقيقية وهذا ما يمكنك فعله

أكدت صحيفة واشنطن بوست اليوم أن كورونا أزمة حقيقية وأن هذه لحظة للحديث بوضوح عن هذا الفيروس الجديد، وأوصت بعدم الذعر منه وفي الوقت نفسه عدم تجاهله، لافتة إلى أن هناك سببا للقلق وأن حدوث خلل كبير أمر لا مفر منه.

وقالت واشنطن بوست إن الاستعداد الذكي يمكن أن يخفف من المخاطر، ويجب أن يكون هذا الاستعداد مسؤولية كل منا، سواء نبهتنا إليه الحكومات أو أماكن العمل أو الخبراء أم لا، وألا ننتظر انطلاق أجراس الإنذار.

وأشارت إلى أن الفيروس معد وقد ينقل بواسطة شخص بدأ يشعر بأعراضه للتو، وتشير دراسة جديدة أيضا -لم تراجع بعد- إلى أن الفيروس قد يتكاثر في الحلق وكذلك في الرئتين مما يعني أن السعال يمكن أن ينشره بسهولة، ولذلك نحن بحاجة إلى معرفة المزيد عن هذا الفيروس والمرض الذي يسببه.

واعتبرت أنه ليس من السابق لأوانه البدء بمباشرة تباعد اجتماعي قوي وحذر وتجنب التزاحم الشديد، وينبغي أن تتحول أماكن العمل قدر الإمكان إلى مؤتمرات بالفيديو وتجنب الاجتماعات الكبيرة ومشاركة الطعام، وإذا كان بالإمكان العمل من المنزل فبها ونعمت.

كما ينبغي إعادة النظر في كل التجمعات الاجتماعية الكبيرة غير الضرورية وتأجيلها إذا أمكن. ويمكن أن تستمر الأنشطة الرياضية دون مشجعين، ولكن قد تكون هناك ضرورة لتأجيل الحفلات الموسيقية. ويمكن أن تستمر الحملات السياسية دون تجمعات. وقد ثبت أن سفن الرحلات البحرية تتحول إلى حاضنات للفيروسات، ولذلك لا ينصح بالقيام برحلة بحرية في عطلة الربيع.

ويشكل السفر بالطائرة مخاطر إصابة أعداد كبيرة من الناس، فإذا لم تكن مضطرا للسفر بالطائرة فلا تفعل. وإذا كنت مريضا فالزم بيتك حتى لا تؤذي الآخرين. وإذا كنت صاحب عمل فاستمر في دفع رواتب العاملين الذين يفعلون الصواب ويلزمون منازلهم عندما يمرضون.

ومع أن التصويت مهم جدا لسلامة الديمقراطية ولكن يمكن تنظيمه لتقليل مخاطر العدوى. أما المدارس فهذه مسألة صعبة لأنه قد يثبت أنها من أسباب انتقال العدوى، ولكن إغلاقها يعني قطع الوجبات عن الطلبة المحتاجين وإرهاق حياة الآباء، بما في ذلك الممرضون والأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية. وإذا أبقيت المدارس مفتوحة فيجب تطبيق تدابير صارمة.

و بخصوص النظافة الشخصية ترى الصحيفة أنها لن تحل كل شيء ولكنها مهمة. فبالإضافة إلى غسل اليدين يجب تجنب لمس الوجه واتباع آداب العطس والسعال. وبما أن كبار السن أكثر عرضة للخطر بشكل خاص، وفقا لدراسات مبكرة للفيروس، لذلك يجب بذل جهود استثنائية لحمايتهم من العدوى المحتملة.

Exit mobile version