كشف الدكتور عبد اللطيف الخال الرئيس المشارك باللجنة الوطنية للتأهب للأوبئة في وزارة الصحة العامة رئيس مركز الامراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية-، أنَّ دولة قطر تسير في الاتجاه نحو استخدام أمصال أو بلازما الأشخاص المتعافين من فيروس كورونا 19 “كوفيد-19” وحقنه بالمصابين بالفيروس من الحالات الشديدة، داعيا تجاوب المتعافين من الفيروس التعاون في هذه المسألة والتبرع بالبلازما لإنقاذ حياة المصابين من الحالات الشديدة.
وأكدَّ الدكتور الخال أهمية الالتزام بالحجر الفندقي أو المنزلي، وعدم التهاون في هذا الأمر بهدف الحد من انتشار الفيروس، وتوسيع دائرته، لافتا إلى أنَّ الإهمال في هكذا ظروف قد يودي بحياة الآخرين، موجها حديثه لفئة الشباب على وجه التحديد، ومؤكدا أن الفيروس قد يصيب الشباب ويؤثر عليهم بأعراض شديدة، حيث هناك حالة لشاب في العناية المركزة، لذا على فئة الشباب توخي الحذر، والأخذ بالإجراءات الاحترازية لسلامتهم وسلامة المحيطين بهم.
وبرر الدكتور عبد اللطيف الخال الزيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد 19 “كوفيد-19” على مدار الايام الثلاثة الماضية، وإن كان مقلقا، لكن الأسباب تعود أن عدد الفحوصات التي تتم في اليوم الواحد بالمختبرات المركزية زاد من 700 إلى 3500 فحص يوميا على مدى 24 ساعة الماضية، مما ينم على زيادة في الطاقة الاستيعابية للمختبرات المركزية وقدرتها على إجراء مزيد من الفحوصات على عدد أكبر من العينات، فهذا تسبب في اكتشاف حالات أكبر، والسبب الآخر يعود إلى ارتفاع نسبة الإصابة بين القادمين من الخارج خاصة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة من القطريين، وان الخاضعين للحجر الصحي، فتبين أن بينهم عددا كبيرا مصابون بالفيروس، وهذا يؤكد أنَّ كل الخاضعين في الحجر الصحي الفندقي عليهم أخذ الحيطة والحذر بشكل أكبر، حيث ان كل شخص نظريا قد يكون مصابا، وعلى الجميع منهم اتخاذ الاحتياطات، والسبب الثالث اكتشاف عدد من الحالات في المجتمع من الذين خالطوا الحالات التي تم اكتشافها مؤخرا أو من الذين قدموا للمستشفيات أو المراكز الصحية بسبب الأعراض ومن أجل الفحص وتم اكتشاف اصابتهم، ويضاف إليها أيضا سبب آخر أن وزارة الصحة العامة تقوم بشكل فعال في تقصي المخالطين للمصابين والكشف عنهم بشكل مبكر، مما أدى لاكتشاف مزيد من الحالات.
40 تطعيماً تحت التجربة
وعلق الدكتور الخال حول مستجدات انتشار الفيروس عالميا، أوضح الدكتور الخال قائلا ” إن الفيروس عالميا اخذ بالانتشار، وبعض الدول متأثرة بصورة كبيرة كالولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا وأسبانيا، وهناك العديد من الدراسات يتم إجراؤها على 3 أنواع من العلاج والوقاية، تتصدرها الأدوية المستخدمة في قطر وفي العالم، ولا توجد دراسات تظهر نتائج استخدامها، مقارنة بعد استخدامها، ولكن التجارب السريرية تؤكد فعاليتها ولكن للآن ننتظر النتائج، هناك أدوية موجودة ولكن غير متوافرة بل لاتزال تخضع للتجارب فتجرى التجارب في عدة دول، الشق الآخر التطعيمات هناك أثر من 40 تطعيما على مستوى العالم”.
وأشار الدكتور الخال حول مدى صحة انتقال الفيروس عبر الهواء، قائلا ” إن الفيروس ينتقل عن طريق الهواء، والمقصد ان الشخص إذا دخل غرفة بعد شخص قد عطس فيها، قد يبقى الفيروس عالقا في الهواء لمدة 3 ساعات، وهذا جاء بناء على تجربة في الولايات المتحدة في إحدى الجامعات حيث قاموا ببث الفيروس بشكل اصطناعي في الهواء من خلال رذاذ صغير ومن ثم عادوا وفحصوا الهواء بعد عدد معين من الساعات فبعد 3 ساعات وجدوا الفيروس لا يزال معلقا في الهواء، ولكن التجربة استخدمت أدوات صناعية، أكثر بكثير مما يستطيع الانسان بثه من خلال العطس أو الكحة، فاحتمال تعلقه في الهواء في الظروف العادية في الهواء قد يكون احتماله ضعيفا، لكن الأهم قد يكون الشخص السليم قريبا من الشخص المصاب فقد ينتقل عن طريق الكلام، فهنا نؤكد على أهمية المسافة الاجتماعية إلى مترين، الطريقة الأخرى عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة، لذا ننصح دوما بغسل اليدين بالماء والصابون لمدة عشرين ثانية.”
بروتوكول تقسيم الحالات
وحول الأدوية المستخدمة في البروتوكول العلاجي للمصابين بفيروس كورونا المستجد في الدولة، أوضح الدكتور الخال قائلا ” لدينا بروتوكول مبني على تقسيم الحالات، فهناك حالات بدون أعراض، وحالات بأعراض متوسطة، وحالات بأعراض شديدة، فالأشخاص المصابون بأعراض شديدة، بعضهم بحاجة للعناية المركزة، ولكن الأشخاص الذين ليس لديهم أي أعراض وأمراض مزمنة أو كبير في السن لا نخضعهم للعلاج بل نقوم بمراقبتهم.”
هناك من ذكر أن الأعراض تظهر خلال 14 يوما، فما هي المدة الصحيحة؟ في هذا السياق أشار الدكتور الخال إلى أن الصين بينت أن الأعراض تظهر بعد 5 أيام، لكن البقية الغالبة قد تظهر عليهم الأعراض من يومين إلى 10 أيام، والبعض تظهر عليه الأعراض بعد ال10 أيام، وهناك خلال أسبوعين معظم الحالات تظهر بعض أسبوعين، ولكن في نسبة قد لا تظهر عليهم الأعراض ويبقون يفرزون الفيروس، لافتا إلى أنه غير معلوم عدد الأشخاص الذين يصابون ولا تظهر عليهم الأعراض مقارنة بالذين تظهر عليهم الأعراض، في المستقبل ستتوفر فحوص أخرى لإجراء فحص ميداني على عدد كبير من الناس للتأكد من مدى انتشاره في المجتمع بدون أعراض، ولكن المهم اكتشاف الحالات واخضاعها للعزل الصحي وللعلاج.
حظر تجول
وحول صدق ما نشر حول تأثير عقار البروفين في إضعاف المناعة، أشار الدكتور الخال لا توجد دراسات علمية تشير إلى ذلك ولكن من لديه حرارة يفضل استخدام البنادول، ولكن أن اضطر لاستخدام البروفين لا مانع إن كانت تحت وصاية الطبيب، فلا يوجد دليل إنها تزيد من الإصابة بالفيروس.
وحول فرض حظر التجول، أشار الدكتور الخال إلى أن فرض حظر التجول هو ’ آخر حل تلجأ إليه الدول في حال الاجراءات لم تأت بالنتيجة المطلوبة، ونوصي الجميع في المجتمع الالتزام بالبعد الاجتماعي وبالحجر الفندقي أو المنزلي، والالتزام بالإجراءات الوقائية، ولكن هذا القرار يعود للدولة.