Site icon دوحتي

كورونا وصل لمرحلة الذروة وهذه توقعاتنا لعودة الحياة إلى طبيعتها

حذر الدكتور عبداللطيف الخال رئيس اللجنة الوطنية الاستراتيجية للتصدي لفيروس كورونا بوزارة الصحة و رئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية من التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة في مكافحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، ومنها التباعد الاجتماعي، مستبعداً عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الوباء في العالم.

وقال في مداخلة مع برنامج “المسافة الاجتماعية” على تلفزيون قطر مساء اليوم ، رداً على سؤال يتعلق بالعلاج المستخدم في قطر لعلاج المصابين بفيروس كورونا: العلاج الذي نستعمله في مؤسسة حمد الطبية لعلاج المصابين من فيروس كورونا هو نفس العلاج الذي كنا نستخدمه في السابق وهو عبارة عن خليط من الأدوية نستخدمه للإصابات الحادة أما الإصابات الخفيفة والتي ليس لديها أعراض وليس لديهم أمراض مزمنة فنراقبهم حتى نتأكد من شفائهم التام.

وأكد أن المناعة في كثير من الحالات تتغلب على الفيروس، مضيفاً: أما الحالات المصابة بإصابة شديدة بما فيها التهاب في الرئتين نعطيهم الدواء الذي يساعد المناعة على التخلص من الفيروس، موضحاً أن هذا هو أول أسبوع يتم فيه استخدام البلازما لعلاج المرضى التي تكون إصابتهم حرجة في العناية المركزة.

واعتبر أن نتائج العلاج بالبلازما حتى الآن مشجعة، إلا ٱنه قال: لا نستطيع أن نستنج استنتاجاً نهائياً في هذا الوقت ونحتاج إلى ٱعطاء العلاج للمزيد من المرضى حتى يكون عندنا تصورا أفضل عن فاعلية البلازما.

وحول سبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مؤخراً، أوضح الدكتور الخال أن رقم الإصابات الذي تم الإعلان عنه اليوم وهو 392 إصابة جديدة يعتبر رقماً كبيراً نسبياً والسبب يعود لعدة أمور أهمها أن انتشار الفيروس بدأ يصل إلى الذروة أي أعلى الموجة التي تصيب المنطقة بما فيها دولة قطر، أما السبب الثاني فهو الكشف والتقصي الذي تقوم به وزارة الصحة بشكل مكثف.

وأضاف: أي حالة يتم اكتشاف إصابتها بكورونا يتم فحص المخالطين سواء في السكن أو العمل وهذا يؤدي إلى اكتشاف حالات جديدة.. أكثر الحالات الجديدة تكون متركزة حول هذا الشخص الجديد المصاب على سبيل المثال الـ392 حالة التي تم اكتشافها اليوم تقوم وزارة الصحة بأخذ معلومات عن كل شخص عن مكان سكنه ومكان عمله وفحص المخالطين لهذا الشخص ووضعهم أيضاُ في الحجر الصحي ومن يتبين إصابته منهم يتم عزله ومن يتبين عدم إصابته يتم إبقاؤه في الحجر الصحي لمدة أسبوعين، مضيفاً: نتوقع خلال الأيام القادمة أن يكون هناك زيادة في عدد الحالات المكتشفة.

ورداً على أكثر سؤال يتردد في الأونة الأخيرة حول متى تعود الحياة إلى طبيعتها؟ قال “الخال”: مايو ذروة كورونا و بعده الانحسار ولن تعود إلى الطبيعة التي كانت عليها قبل انتشار وباء كورونا وسوف تعود نوعاً ما مختلفة عما كانت عليه، ويجب على الجميع في دول العالم التعود والتأقلم مع نمط الحياة الجديد ما بعد كورونا.

وتوقع الدكتور الخال أن النمط الجديد من الحياة سوف يستمر لمدة أشهر حتى نهاية العام الحالي أو بداية العام القادم أو يمكن لسنوات، مضيفاً: هناك بعض التصورات من جهات متخصصة تقول ٱنه قد يستمر الاحتياج لتطبيق العديد من الإجراءات لعدة سنوات حتى ظهور تطعيم فعال وتوفره لمعظم دول العالم، مستطرداً: وحتى بوجود التطعيم احتمال يظل الفيروس يذهب ويرجع في موجات قد تكون موجات موسمية مثل الشتاء أو عدة موجات على مدار العام في مد وانحسار على حسب مدى تطبيق الإجراءات الاحترازية بما فيها التباعد الاجتماعي.

وتابع: لا أريد أن أكون متفائلاً لكن رجوع الحياة إلى ما كانت عليه قبل ظهور الفيروس سيأخذ وقتاً طويلاً لكن من الآن وحتى ذلك الوقت سوف تعود الحياة تدريجياً إلى نشاطها مع وجود احترازات وتباعد اجتماعي حتى بوجود تطعيم فعال ومتوافر وعلاجات ناجحة لعلاج المصابين بالفيروس.

أما التوقع الآخر، فهو بحسب تقدير الدكتور الخال، أنه في أحسن الظروف أن يتم اكتشاف اكثر من تطعيم يكون فعالا لافتاً إلى أن هناك بعض المؤشرات التي تدل على احتمال أن أول تطعيم قد يكون متوفراً بداية العام القادم إذا نجح وهناك أكثر من 70 تطعيماً يتم تجربتها في عدة مناطق بالعالم، وإذا ثبت نجاح 2 أو 3 أو أكثر من هذه التطعيمات سيعتبر هذا انجازا كبيرا.

وأضاف: لكن تبقى الكثير من التساؤلات إذا كانت هذه التطعيمات فعالة فهل ستكون سهلة الإنتاج وهل ستكون متوافرة لمليارات البشر؟ وهل ستكون فاعليتها بنفس الدرجة للكبار في السن مقارنة بالشباب وهل ستكون متاحة للجميع من حيث التكلفة، وهل الفيروس سوف يتغير كل سنة مثل فيروس الٱنفلونزا بحيث أن التطعيمات يجب تغييرها كل عام؟ هل ستكون التطعيمات فعالة لمدة عام أو أكثر؟، متابعاً: لازال هناك الكثير من التساؤلات التي لا نستطيع الاجابة عليها في الوقت الحالي.

وعن الوضع في الحجر والعزل الصحي، قال الدكتور الخال: من أهم الإجراءات لاحتواء الفيروس هو الكشف المبكر عن الحالات المصابة وهو ما تقوم به حالياً وزارة الصحة.. أول ما يتم اكتشاف أي حالة حتى لو كانت بدون أعراض أو بأعراض بسيطة يتم عزلها في المستشفى إذا كانت إصابتها شديدة أو في أماكن أخرى مثل وحدات العزل وبها نوع من المراقبة الطبية حتى شفاء هذا الشخص لأن الشخص إذا ظل في المجتمع سوف يقوم بنشر الفيروس فترة أسبوعين إلى 4 أسابيع حتى يختفي الفيروس من إفرازاته التنفسية.

وقال إن الحجر هو أن المخالطين غير المصابين للشخص المصاب يتم وضعهم في مكان معزول ومراقبتهم لمدة أسبوعين، مضيفاً: الدولة من خلال وزارة الصحة توفر الغرف والمباني التي نحتاجها للعزل للحالات الخفيفة بالإضافة إلى الأَسرة في المستشفيات للحالات الشديدة بالإضافة إلى أَسرة العناية المركزة للحالات الحرجة التي تحتاج للعناية المكثفة.

وتوقع الدكتور عبداللطيف الخال أن يكون بنهاية هذا الشهر 12 ألف سرير للعزل إضافة إلى ما يقارب بين 400 و 500 سرير للعناية المركزة بالإضافة إلى 600 سرير للحالات الحادة.

وعن الدعم المعنوي والنفسي للمصابين والمشتبه فيهم؟ أكد الدكتور الخال أن المرضى يحتاجون إلى الدعم الطبي في البداية بالذات للحالات الحادة أما بالنسبة للحالات الخفيفة فيحتاجون إلى دعم معنوي وإلى من يتواصل معهم بشكل يومي ويطمئنهم ويتأكد أن إصابتهم لا تسوء بحيث لا يكون هناك حاجة لنقلهم إلى المستشفى، متابعاً: ويقوم بهذا الدور الكادر الطبي والتمريضي بالإضافة إلى المتطوعين.

وأوضح أن الفيروس له تأثير نفسي كبير لأنه صعب على الإنسان أن يكون معزولاً لفترة أسبوعين أو 4 أسابيع أو يكون في الحجر أسبوعين أو 4 أسابيع، مضيفاً: لذلك هناك برنامج للدعم النفسي والاجتماعي وتم إطلاقه من خلال وزارة الصحة من خلال برنامج الصحة النفسية والاجتماعية وتشترك فيه أيضا عدة وزارات وجهات أخرى وهذا البرنامج في بدايته ويقدم الدعم النفسي والمعنوي للموجودين في الحجر.. هناك الكثير من الجهود أو الموارد لتوفير الدعم الطبي او النفسي أو الاجتماعي للمرضى.

وحول توقعاته لأرقام الإصابات بالفيروس في قطر خلال الفترة المقبلة، قال الدكتور الخال: كل الدول قامت بإجراءات تنبؤات وبائية بالإصابات المتوقعة في حال عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية، كم ستكون نسبة الإصابة وكم عددالحالات الشديدة وكم عدد حالات الوفيات؟ وفي حالة تطبيق إجراءات متوسطة كم ستكون الحالات وفي حالة تطبيق إجراءات مشددة وتعاون الجميع كم ستكون الحالات؟

وأضاف: حتى الآن بسبب تطبيق الإجراءات، عدد الحالات وصل إلى نصف الحالات التي كنا نتوقعها في هذا الوقت ولكن إذا قمنا بالتراخي في تطبيق هذه الإجراءت سوف نرجع إلى التقدير السابق وهو ارتفاع عدد الحالات والإصابات.. كلما كان تطبيق البعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية أشد كلما كان عدد الحالات الفعلية أقل من المتوقع.

ولفت إلى أنه في بعض الدول قالوا إذا لم نقم بإجراءات مثل بريطانيا في السابق التي قررت عدم تطبيق إجراءات احترازية كان احتمال أن تصيب العدوى 60% وتراجعوا وقاموا بتطبيق الإجراءات الاحترازية وهذا ساعد في تخفيف وطأة الفيروس في البلاد.

Exit mobile version