انتهاء ذروة انتشار الفيروس لا يعني عودة الحياة إلى طبيعتها منعاً لذروة ثانية وثالثة
د. إيناس الكواري: المختبرات المركزية تجري 5 آلاف فحص يومياً والنية تتجه لزيادة الطاقة الاستيعابية
قطر تعتمد على إستراتيجية في الفحص تستند إلى 3 عناصر رئيسية
علل الدكتور عبداللطيف الخال – رئيس مركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية-، أسباب زيادة عدد حالات الإصابات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، لسرعة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر، بالإضافة إلى أنَّه في حال بلغ انتشار الفيروس نسبة بعينها في المجتمع ستبدأ الحالات الجديدة بالزيادة، وهذا ما تم رصده الأسبوع الماضي، حيث أخذ عدد الحالات بالازدياد بشكل كبير مقارنة بالفترة الماضية، وهذا ينم عن أنَّ الدولة دخلت في مرحلة الذروة، مع التوقع ببلوغ عدد الإصابات اليومية ألف حالة في اليوم الواحد، مع استمرار المعدل بالارتفاع خلال الأيام أو الأسابيع القادمة، مشددا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، التي تسهم في خفض الحالات.
وأضاف الدكتور الخال في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة العامة، للوقوف على آخر مستجدات انتشار فيروس كورونا المستجد، مساء أمس، قائلا: “إنَّه بعد تجاوز الذروة من تسجيل عدد حالات إصابة يوميا، يعتمد على الجهود التي تبذلها الدولة، وبالتالي سيهبط معدل الإصابات تدريجيا إلى أن يصل للمستويات التي كان عليها، وقد يتطلب هذا الأمر أياماً إلى أسابيع، ومن الصعب التنبؤ فيه بدقة، فنسبة الدقة قد تكون من 50%-60%، وفترة الذروة سندخلها خلال الأسبوعين القادمين، ولكن قد تكون هناك ذروة ثانية، وذروة ثالثة، وتكرار الذروات يعتمد على مدى تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، فانتهاء الذروة لا يعني زوال الفيروس، وأن طبيعة الحياة تعود إلى ما كانت عليه، لأنه إذا تم اجتياز الذروة الأولى فهو بسبب الجهود للسيطرة عليه، لكن إن تم التهاون في الإجراءات سيكون ذروة ثانية، وبالتالي نعود للمربع الأول، ومع التجاوز لابد من الحفاظ على الإجراءات المطبقة وأهمها التباعد الاجتماعي، حتى نحد من عودة الفيروس في فصل الشتاء، إلى أن يظهر تطعيم فعال”.
وأشار الدكتور الخال إلى أنه في الآونة الأخيرة تم اكتشاف أعداد متزايدة من الإصابات تجاوز عدد الحالات في اليوم الواحد 900 حالة، وكان ذلك يوم الإثنين من هذا الأسبوع، والغالبية العظمي من هذه الإصابات أيضاً من فئة العمالة، وفئة العمالة هي التي تتمركز غالبيتها في المناطق الصناعية وفي أماكن أخرى من سكن العمال في مناطق مختلفة من الدوحة، فالغالبية العظمي من المصابين، وهم يشكلون تقريباً 90 %، هم من الحالات الخفيفة، والأعراض لديهم تشابه أعراض الزكام، أو الإنفلونزا الخفيفة، والكثير منهم لم يكن لديه أي أعراض وتم اكتشافه عن طريق فحص المخالطين، وهذا شيء مطمئن أن غالبية المصابين إصابتهم خفيفة وأنهم يتعافون خلال فترة بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ويتم شفاؤهم.
بالفيديو.. د. عبد اللطيف الخال يكشف السبب في زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا في قطر
قال الدكتور عبداللطيف الخال رئيس اللجنة الوطنية الاستراتيجية للتصدي لفيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة في إجابته على السؤال الذي طرحه عليه حساب “@covid19qatar” التابع للمؤسسة القطرية للإعلام حول سبب زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا في قطر ، إن الكثيرين يتساءلون لماذا نسبة الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد – 19 ” في دولة قطر أعلى من دول المنطقة والعالم ؟.
وأوضح د. الخال في إجابته على السؤال أن السبب يعود إلى أن دولة قطر تقوم باستقصاء جميع الحالات المخالطة للحالات المصابة بالفيروس، مضيفا أنه بعد التأكد من إصابة أي شخص بالفيروس تقوم وزارة الصحة بإرسال فرق طبية إلى أماكن عمله وسكنه وفحص جميع المخالطين الذين قد يصل عددهم إلى العشرات لكل حالة مصابة.
ولفت د. الخال إلى أنه في بعض الأحيان يتم فحص ما يتراوح بين 2000 إلى 3000 شخص مخالط للأشخاص المصابين يوميا، ماينتج عنه اكتشاف المزيد من الحالات التي لا تبدو عليها أي أعراض والتي لو تركت في المجتمع لقامت بنشر الفيروس بشكل أكبر، مؤكدا أن هذا يعتبر السبب الرئيس لاكتشاف المزيد من الحالات المصابة بدولة قطر، مشيرا إلى أنه فور اكتشاف الحالات المصابة بكورونا تقوم وزارة الصحة بعزلهم في أماكن مخصصة، وذلك للحد من إنتشار الفيروس في المجتمع.
وأضاف د. الخال أنه من الملاحظ أن هناك إزدياد في حالة الاصابة بالفيروس في الأيام الماضية وهذا يدعو إلى القلق، وأنصح جميع أفراد المجتمع في الوقت الحالي بالذات أن يحرصوا على عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وفي حالة خروجهم عليهم إرتداء الكمامات إذا كانوا مخالطين للأشخاص الأخرين، بالاضافة إلى الحرص على تنظيف اليدين بالكحول المطهر أثناء تواجدهم في الخارج ، وأيضا الحرص على البتاعد الإجتماعي وترك مسافة لا تقل عن ” 2 متر” بينهم وبين الأخرين خصوصا إذا كانوا في أماكن عامة مثل الجمعيات والأماكن الأخرى الشبيهة.
وبين الدكتور الخال أنَّ المصابين الذين يتم إدخالهم للمستشفى يحتاجون إلى العلاج بالأوكسجين، وأيضا العلاجات التي نستخدمها في علاج الفيروس، والغالبية العظمي لا تحتاج إلى علاج أو أوكسجين أو إلى أدوية، لافتا إلى أنَّ عدد حالات الشفاء بلغت ألف حالة أي 10%، في حين تبلغ نسبة الحالات التي تحتاج إلى العناية المركزة 1% من عدد المصابين، ويوميا يتم إدخال ما بين 5-10 حالات جديدة، وأقل من النصف على أجهزة التنفس الصناعي، ونسب الشفاء بينهم مطمئنة، لافتا إلى قلة عدد الإصابات بين الأطفال وكبار السن مما ينم عن تطبيق الإجراءات لاحترازية.
وحث الدكتور عبداللطيف الخال على إجراءات البعد الاجتماعي التي أوصت بها وزارة الصحة العامة والجهات المعنية بالدولة ومدى فاعلية ذلك في الحد من انتشار فيروس كورونا، مؤكدا أنَّ إجراءات التباعد الاجتماعي يمكن قياسها من خلال التكنولوجيا الحديثة بعدة أنواع حيث تم قياسها في قطر باستخدام تكنولوجيا (جوجل موبيلتي) وهي تعتمد على مدى تقارب الناس من بعضهم البعض في المجتمع من خلال هواتفهم النقالة.
وأوضح انه مع مرور الوقت ومع إعادة التوصية والإرشادات بالتباعد الاجتماعي وبالإضافة إلى الإجراءات التي طبقتها الدولة بتشجيع التباعد تحسنت الأرقام ووصلت في الآونة الاخيرة حتى 17 أبريل الى (ناقص 69) بالمائة، معربا عن أمله بأن يرتفع الرقم لكي يصل إلى (ناقص بين 80 إلى 90 ) بالمائة وهو ما يعني تواصلا أقل بين الناس وتباعدا اجتماعيا أكثر.
وأكد أنه كلما قلّت نسبة التواصل وزادت نسبة التباعد الاجتماعي قل احتمال انتقال الفيروس وفرص انتشاره في دولة قطر.
حالات الوفاة في قطر
وقال د. الخال فيما يتعلق بتصنيف حالات الوفاة في دولة قطر بسبب كورونا، إن تصنيف حالات الوفاة يتم بناء على الإرشادات التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية وتتضمن 3 مستويات، الأول أن يكون الفيروس هو السبب الرئيسي للوفاة، وفي المستوى الثاني ألا يكون الفيروس هو المسبب الرئيسي للوفاة وان تكون هناك عوامل أخرى ساعدت الفيروس في التسبب بالوفاة مثل أمراض القلب ومضاعفاتها، والمستوى الثالث ألا يكون للفيروس أي علاقة بالوفاة إطلاقا.
وأشاد الدكتور الخال بفاعلية التقصي النشط الذي تقوم به وزارة الصحة العامة أسهم في الكشف عن الحالات التي لم تكن لتكتشف لولا التقصي والكشف، لذا قامت وزارة الصحة العامة بزيادة عدد الفرق المعنية بالتقصي والتحري والكشف على المخالطين، وأصبحت الإجراءات تتم طوال اليوم، فالجهود المكثفة، أسهمت في الكشف عن إصابات جديدة.
فحص بي سي آر .. اكتشاف الحمض النووي للفيروس
من جهتها تحدثت الدكتورة إيناس الكواري – رئيس المختبرات المركزية بمؤسسة حمد الطبية- عن أنواع الفحوصات المختلفة لتشخيص فيروس كورونا حيث هناك نوعان من الفحوصات الأول فحص (بي سي ار) وهو الفحص المعياري الرئيسي الذهبي لتشخيص الفيروس والذي يتم عن طريق أخذ مسحة من الجزء الخلفي من الفم أو أعلى الانف بحيث يتم عن طريق فحص (بي سي ار) اكتشاف الحمض النووي للفيروس وتشخيص المرض، أما النوع الثاني هو الفحص المصلي ويتم إجراؤه من خلال وخز الإصبع ويوفر نتيجة سريعة تظهر خلال 15 إلى 20 دقيقة ولكنه اقل دقة من الفحص الأول، موضحة أن هذا الاختبار أو الفحص يظهر إن كان الشخص قد تعرض سابقا لفيروس كورونا من عدمه ولكن لا يظهر إذا كان الشخص مازال مصابا بهذا الفيروس.
ولفتت إلى أن هذا الفحص المصلي يساعد العاملين في الخط الأمامي مثل العاملين في قطاع الرعاية الطبية في تحديد إن كان الشخص أصيب بالفيروس سابقا وتكونت لديه مناعة ضده، مشيرة إلى أن ولاية نيويورك قامت في الآونة الأخيرة باستخدام هذا الفحص لمعرفة مدى انتشار الوباء داخل المدينة وفعلا تم اكتشاف ما يقارب من 14.9 بالمائة من سكان الولاية لديهم أجسام مضادة لهذا الفيروس، مؤكدة أنَّ هذا النوع من الفحوصات مفيد جدا في المستقبل لمعرفة مدى انتشار الفيروس في دولة قطر.
إستراتيجية الفحص المتبعة في قطر
وتناولت الدكتورة إيناس الكواري استراتيجية الفحص المتبعة في دولة قطر التي تقوم على ثلاثة عناصر مهمة وأولها الفحوصات الخاصة بأماكن الرعاية الصحية والتي تجرى للأشخاص الذي يتوجهون إلى أماكن الرعاية الصحية وتظهر عليهم أعراض فيروس (كوفيد-19)، وثانيا فحوصات الصحة العامة وهي تنقسم إلى قسمين الأول يتلخص في تتبع المخالطين حيث يتم فحص أي شخص على اتصال أو مخالط لشخص مصاب بفيروس كورونا، والقسم الثاني يتم أخذ عينات عشوائية حيث يتم اختيار منطقة سكنية ويتم فحص السكان عشوائيا لتحديد ما إذا كانوا مصابين بالمرض ومعرفة مدى انتشار الفيروس في البلاد، لافتة إلى أن استراتيجية الفحص المتبعة تتلخص أيضا في القادمين من الخارج حيث يتم فحصهم لمعرفة ما إذا كانوا مصابين ويتم عزلهم أو نقلهم للمستشفى حسب الحاجة.
واستعرضت الدكتورة إيناس الكواري التقدم المحرز على مستوى المختبر لمواجهة فيروس كورونا، حيث تم تعزيز القدرات المخبرية، وذلك من خلال اقتناء آخر التقنيات الحديثة والأجهزة بما أدى لزيادة عدد الفحوصات كل يوم.
وقالت إن ذلك الأمر زاد أيضا في سرعة عدد الفحوصات وبالتالي أدى إلى اكتشاف حالات إصابة اكثر وهو ما يساعد فرق التتبع والتعقب لتحديد المخالطين مع الأشخاص المصابين بسرعة اكبر وهو ما يؤدي بدوره أيضا إلى احتواء انتشار الفيروس وتسطيح المنحنى، حيث بات يتم إجراء ما لا يقل عن 5 آلاف فحص يوميا، والنتائج تظهر ما بين 6-12 ساعة، والـ5 آلاف تحليل في اليوم، قد يكون الشخص المصاب له أكثر من تحليل، فالأرقام التي يعلن عنها هي عدد المصابين وليس عدد التحاليل، فالمختبر يجري العديد من الفحوصات.