أكد الدكتور عبداللطيف الخال رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا “كوفيد 19” ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية، أن الحياة ستعود إلى طبيعتها بمجرد أن يكون ذلك آمناً.
وشدد على أن هذا الأمر سيتم تدريجياً وعلى مراحل فقط عندما يتم التأكد من تجاوز ذروة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في قطر، حيث سيبدأ في حال تحقق ذلك النظر في رفع بعض القيود المفروضة حالياً، بحسب تغريدة لوزارة الصحة، مجدداً في الوقت ذاته الدعوة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من انتشار الفيروس والحفاظ على التباعد الاجتماعي وأن يواصل الناس القيام بدورهم والاضطلاع بمسؤولياتهم واتباع الإرشادات الوقائية.
وقال: إن الوباء بدأ في الازدياد خلال الـ3 أسابيع الأخيرة وبدأ يدخل مرحلة الذرورة خلال الأسبوع الماضي والمنحنى يشير إلى أننا بدأنا في دخول مرحلة الذروة منذ أيام ونتوقع أن المنحنى سيرتفع شيئاً ما قبل أن يستقر بحيث يتم تسجيل نفس عدد الحالات بشكل يومي قبل أن يبدأ في الانحسار التدريجي.
وأوضح أنه مر على وباء كورونا في قطر حتى الآن ما يقارب 82 يوماً وأن أول يوم لوجود الفيروس بين المقيمين غير القادمين من السفر هو الثامن من مارس الماضي، وأن معظم الإصابات بين الفئة العمرية من 29 إلى 34 عاماً تليها الفئة العمرية بين 35 إلى 44 عاماً والإصابات محدودة بين الكبار، وأن هناك نسبة إصابة بين الأطفال وفي مجملها تكون خفيفة جداً أو بدون أعراض، مشدداً على أهمية أن يكون الحرص أكثر من السابق بتجنب مخالطة الآخرين وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الغالبية العظمى من المصابين بفيروس كورونا في قطر يعانون فقط من أعراض خفيفة وتشبه الأنفلونزا ويتماثلون للشفاء التام.
وأشار إلى أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الشفاء بين المصابين بفيروس كورونا وقد وصل ل (5000 حالة) وأن العدد آخذ بالتزايد وهذا مؤشر جيد جداً، لافتاً إلى أن التعافي من المرض معناه زوال الأعراض وأن المسحات على الجهاز التنفسي تصبح سلبية، موضحاً أن مرحلة الشفاء تحتاج من بين أسبوعين إلى 4 أسابيع وفي بعض الأوقات تمتد إلى 5 أو 6 أسابيع حسب الحالة.
وبشأن ارتفاع عدد الحالات المصابة بكورونا يومياً مؤخراً، قال الدكتور الخال إن هذا أمر متوقع أن يستمر لبعض الوقت، مشيراً إلى أن معظم البلدان حول العالم تشهد ارتفاعاً حاداً في الأرقام اليومية قبل أن تسجل استقراراً، داعياً إلى التفاؤل رغم ارتفاع عدد الإصابات في قطر لأن نسبة الحالات الحرجة أو الوفيات منخفضة للغاية، مشيداً بالجهود التي تبذلها الجهات المعنية في الدولة خاصة وزارة الصحة، قائلاً إن قطاع الرعاية الصحية قام وبسرعة بتعزيز قدرة استيعاب مرضى فيروس كورونا في مرافق مناسبة ولديه القدرة على استيعاب المزيد عند الحاجة.
وقال إن الإجراءات الوقائية مثل التباعد الجسدي لم توقف انتشار فيروس كورونا ولكنها قللت من سرعة انتشاره ومكنت نظام الرعاية الصحية من توفير رعاية عالية الجودة للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج طبي مكثف، مؤكداً على أنه من الضروري أن يواصل الناس القيام بدورهم والاضطلاع بمسؤولياتهم واتباع الإرشادات الوقائية.
التطورات في المنطقة الصناعية:
وبشأن التطورات في المنطقة الصناعية، قال الدكتور الخال إن الإجراءات الصحية التي يتم تطبيقها في المنطقة الصناعية منذ بدء الحظر عليها مازالت مستمرة حتى مع الرفع التدريجي للحظر. وهي تنقسم إلى 3 مستويات:
أولاً : المتعلق بالصحة العامة وهي الكشف المبكر عن الإصابات وتقصي الحالات المخالطة ووضعها في الحجر الصحي وعزل الحالات التي يتم التأكد من إصابتها. وهذه الإجراءات لا تزال مستمرة وتعتبر ركيزة أساسية في مكافحة انتشار الفيروس.
ثانياً : يتعلق بالنظافة العامة والالتزام بالمبادئ الصحية التي تمنع الإصابة بالأمراض بشكل عام بما فيها الأمراض المعدية وهناك تركيز من وزارة الصحة على هذه الناحية بتحسين ظروف المعيشة وتحسين الثقافة الصحية لدى العاملين والذين يقطنون في هذه المنطقة بالإضافة إلى إجراءات الفحص العشوائي والمتكرر للمنطقة وهذا يبين مدى نجاح إجراءات وجهود الحد من انتشار الفيروس بالمنطقة وهذا أيضاً لا زال مستمراً.
ثالثاً : توفير الخدمات الصحية للمقيمين والعاملين بهذه المنطقة وهناك جهود كبيرة مستمرة في توفير مجمع طبي تحت مظلة وزارة الصحة يقدم عدة مستويات من الخدمات الطبية بما فيها خدمات الطوارئ وكذلك العلاج بالعيادة الخارجية ووحدات الإقامة القصيرة.
وحول من يدخلون العناية المركزة من بين المصابين بكورونا، أوضح الدكتور الخال أن معظم من تم إدخالهم للعناية المركزة يعانون من أمراض مزمنة مثل القلب والسكري وغيرها وضعف المناعة بالإضافة إلى كبار السن، وأن نسبة 1% من المصابين ينتهي بهم المطاف في العناية المركزة ونصفهم يحتاجون إلى جهاز التنفس الصناعي وأنه يتم إدخال ما بين 8 إلى 10 أشخاص إلى العنياة المركزة، أغلبهم يعانون من الأمراض المزمنة وضعف المناعة ومن كبار السن وهناك أيضاً بعض الشباب.
وأضاف أنه منذ بدء تفشي فيروس كورونا في قطر هناك 328 حالة احتاجت للدخول إلى العناية المركزة، تعافى منهم 208 حالات تقريباً وأن العدد الآن في العناية المركزة يبلغ 109 حالات ونسبة 47% منهم يحتاجون إلى جهاز التنفس الصناعي، وأن هناك 12 حالة وفاة من المصابين الذين تم إدخالهم للعناية المركزة حتى وقتنا هذا.
وقال إن 53% من المصابين الموجودين في العناية المركزة لايحتاجون إلى أجهزة تنفس صناعي وهناك عدد محدود (5 حالات فقط) يحتاج إلى أجهزة الأكسدة الغشائية خارج الجسم حيث تكون الرئتين قد فشلتا في عملية تبادل الأوكسجين فيتم ضخ الدم خارج الجسم إلى جهاز يقوم بتعويض عمل الرئتين بإعطاء الأكسجين للدم وإرجاعه إلى الجسم.
شفاء أكبر مصابة بكورونا في قطر
وفي تصريح لتلفزيون قطر قال الدكتور الخال رداً على سؤال يتعلق بشفاء أكبر مصابة بفيروس كورونا في قطر وهي مواطنة يبلغ عمرها 85 عاماً، إن هذا يذكرنا أن كبار السن عرضة للإصابة بالفيروس ولازال يجد طريقه إليهم رغم الإرشادات والتحذيرات التي تقوم بها وزارة الصحة، معتبراً أن ذلك يجب أن يكون درساً للجميع مفاده أنه يجب بذل جهد أكبر لحماية كبار السن حتى ظهور تطعيم فعال لـ”كوفيد 19″، معتبراً أن شفاء المواطنة يؤكد مدى كفاءة وجودة الخدمات الطبية التي تقدمها مؤسسة حمد الطبية تحت مظلة وزارة الصحة، مضيفاً: هناك عناية كبيرة واهتمام بالمرضى جميعاً بغض النظر عن جنسياتهم.
ورأى الدكتور الخال أن نتائج العلاج بالبلازما مشجعة، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 40 مصاباً في العناية المركزة يتلقون العلاج بالبلازما، متابعاً: مستمرون في جمع البلازما وأدعو جميع الذين تعافوا من الإصابة بالفيروس بالحضور شخصياً أو الاتصال بمركز الأمراض الانتقالية للتتبرع بالبلازما.
د. المحمد: وضعنا منذ البداية استراتيجية شاملة وقوية وحاسمة لمواجهة جائحة كورونا
قال الدكتور أحمد المحمد رئيس إدارة الباطنية بمؤسسة حمد الطبية والمدير الطبي لمستشفى حزم مبيريك، أنه منذ البداية ارتأينا في مؤسسة حمد الطبية وضع استراتيجية شاملة وقوية وحاسمة لمواجهة جائحة كورونا دون التأثير على الخدمات الصحية المقدمة للجمهور كالمعتاد، حيث حاولنا الموازنة بين ما نواجهه الآن من وباء، وبين ما ينبغي أن نقدم للجمهور من خدمات لا ينبغي أن تتوقف.
وأوضح د. المحمد أنه تم وضع خطة استباقية لزيادة القدرة الاستيعابية بشكل كبير في مستشفيات حمد الطبية، حيث تم تحديد 5 مستشفيات كمرافق علاج لفيروس كوفيد 19 وهي مركز الأمراض الانتقالية، والمستشفى الكوبي، ومستشفى حزم مبيريك العام، ومستشفى ارس لفان، ومستشفى مسيعيد.
ولفت إلى أن خطط التوسع سمحت بزيادة بزيادة القدرة الاستيعابية الإجمالية لمؤسسة حمد الطبية من 2250 سريراً إبى 4860 سريراً كحد أقصى إذا لزم الأمر.. مشيراً إلى أنه تم تخصيص 14 مستشفى إضافي في حال استعياب المستشفيات الخمسة لكافة المصابين.
وأشار د. المحمد إلى أنه من خلال تخصيص مستشفيات معينة كمرافق لعلاج كوفيد–19 نتمكن من توفير رعاية أفضل للمرضى المصابين بكورونا في عدد محدد من المواقع، كما نتمكن من ضمان استخدام المرضى الآخرين للمستشفيات الأخرى للحصول على خدمات غير مرتبطة بفيروس كوفيد-19 بطريقة آمنة.
وتابع: لقد ركزنا أيضاً على توسيع القدرة الاستيعابية لوحدة العناية المركزة لضمان قدرتنا على علاج المرضى ذوي الحالات الحرجة، ولدنيا القدرة على زيادة قدرتنا الاستيعابية المعتادة لوحدة العناية المركزة بأكثر من ثلاثة أضعاف إذا لزم الأمر.
وأضاف: استطعنا التغلب على التحديات ونستخدم 60% من الأسرة المخصصة لعلاج المصابين بفيروس كورونا.
ونوه د. المحمد بأن مستشفيات حمد مفتوحة للجمهور وتستقبل الحالات الطارئة وتوفر الخدمات كالمعتاد، لكن تم تأجيل التعامل مع بعض الحالات غير الطارئة حالياً لتوفير الطاقم الطبي اللازم لمواجهة كورونا بالمستشفيات الأخرى.
وأكد د. المحمد أن “الفرق الطبية تعمل عبر نظام الرعاية الصحية بلا كلل لمكافحة انتشار فيروس كوفيد-19 لكن على الرغم من ذلك، ما زالنا نقدم العديد من الخدمات الأساسية كالمعتاد، فعلى سبيل المثال تواصل فرق الأمراض السرطانية والإسعاف والقلب والطوارئ بتقديم الرعاية لآلاف المرضى يومياً”.
وتابع: نريد أن يعرف الناس أنه من المهم للغاية أن يستمروا في طلب الرعاية الطبية عند الحاجة إليها.
د. حنان الكواري: قطر وضعت نظاماً فريداً لمكافحة كورونا وستشهد قريباً نهاية ذروته
أكدت الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة أن دولة قطر قد وضعت نظاماً فريداً لمكافحة فيروس كورونا “كوفيد -19” حيث تقوم الوزارة والجهات المختصة بإخضاع الأِشخاص القادمين من بلدان تعاني من تفشي الفيروس والمخالطين لهم للحجر الصحي في المرافق التي أعدتها الدولة أو في منازلهم .
وأوضحت وزيرة الصحة أن الحالات الخطيرة يتم تحويلها إلى المستشفيات الحكومية أما حالات الإصابات الخفيفة فيطلب منهم تطبيق الحجر الصحي المنزلي، وقالت إن الدولة أصدرت قانونا للتعامل مع منتهكي الحجر الصحي. مضيفة أن الوزارة تطبق ممارسات منظمة الصحة العالمية لمكافحة انتشار الفيروس.
وقالت سعادتها، في مقابلة أجرتها معها قناة الجزيرة الانجليزية، إن البلاد ستشهد قريبا نهاية الذروة، مضيفة أن بلوغ الذروة في قطر لم يكن بتلك القوة وهذا يعني أن التعامل مع الفيروس يتم بشكل قوي وسوي.
وأشادت د. حنان الكواري بتجاوب أفراد المجتمع مع الإجراءات الإحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار الفيروس واصفة هذا التجاوب بالقول “الجمهور كان رائعا في اتباع اللوائح”.
ولفتت وزيرة الصحة العامة إلى أن بتطبيق التباعد الاجتماعي والمسافة الآمنة تمت السيطرة على منحنى انتشار الفيروس وتقوم الوزارة بالمراقبة الدائمة حيث تقيس معدل الإصابات بين السكان الذين يخضعون للفحوصات وقالت إن المعدل قد انخفض بشكل كبير. كاشفة عن أن الوزارة وضعت آلية لإجراء فحوصات كوفيد – 19 مؤكدة أن الدولة لديها فريق ضخم من العاملين في القطاع الصحي لتتبع الحالات.
وقالت إن الفريق بدأ بـ 20 كادراً طبياً والآن بلغ عددهم 300 كادر ومتطوع ويلعب الفريق دورا رئيسا في محاربة كورونا ، معبرة عن أملها في أن يساعد تطبيق احتراز عامة الناس في تحديد ما إذا كان لديهم تواصل مع الأشخاص المصابين، وفي حال حدوث ذلك يمكن أن يقوموا بالاتصال بالخط الساخن.
ولفتت وزيرة الصحة العامة إلى أن الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد – 19” يعتبر طبيعيا وهو نتيجة لتكثيف الفحص المبكر والدقيق حيث تم فحص حوالي 40 ألف شخص من مليون شخص وهذا رقم كبير جدا من الفحوصات. مؤكدة على أنه على الرغم من أن أرقام حالات الإصابة تبدو مرتفعة إلا أن معظمها حالات متوسطة وبلغت نسبة الحالات الخفيفة 93% من الحالات المكتشفة بينما 1% فقط من الحالات في العناية المركزة. مضيفة أن دولة قطر حققت أقل معدل وفيات بسبب الفيروس في العالم وذلك بمعدل 0.074% حالة وفاة من إجمالي عدد الإصابات.
وقالت أيضا إنه تم تخصيص خمسة مستشفيات لعلاج مرضى كورونا ، وتم تجهيز 700 سرير في غرف العناية المركزة وتوفير طواقم طبية ومعدات متطورة لتوفير أفضل رعاية للمرضى، مشيرة إلى أن الطاقم في العناية المركزة يضم أفضل الكوادر الطبية.
وأكدت سعادتها على أنه سيتم اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة عند اتخاذ قرار بتخفيف قيود السفر وعودة الحياة اليومية إلى طبيعتها، حيث قالت: “بالتأكيد سيكون هناك تخفيف للقيود ، ولكن من الصعب تحديد متى وكيف ستبدو . مضيفة أن أولوية الدولة هي السلامة. وسيتم إدخال الأشخاض إلى الحجر الصحي الإلزامي إذا تم استئناف السفر للرحلات الجوية. مضيفة أنه لن يتم فتح المجال الجوي إلا إذا كانت الأوضاع آمنة، لافته إلى أنه إذا تم فتح الطيران بشكل كامل فقد يكون ذلك سببا في دورة ثانية للفيروس.
وقالت الدكتورة حنان الكواري إنه يتم إنتاج الكمامات والأقنعة محليا كما تقوم الدولة بتصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة الحماية محليا، ووفقا لذلك يمكن القول إن أزمة كورونا قد خلقت فرصا استثمارية وابتكارات جديدة أمام القطاع الصناعي المحلي.