Site icon دوحتي

رافيل شانيسكي لـ الشرق: المصالحة الخليجية ستحدث تحول مهم في المنطقة

رافيل شانيسكي لـ الشرق: المصالحة الخليجية ستحدث تحول مهم في المنطقة

أكد رافيل شانيسكي المسؤول السابق بمكتب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الأمن الدولي وخبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، على أهمية حل النزاع الخليجي وما جاء بالبيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي في الدورة الواحدة والأربعين، وأيضاً على أهمية بيان العلا الذي تعرض للكثير من الأمور الرئيسية أهمها طي صفحة الخلافات الخليجية وتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الإيجابية، مشيراً في تصريحاته لـ الشرق على أن إنهاء الأزمة الخليجية كان من أولويات وزارة الخارجية في دبلوماسيتها مع الدول الخليجية بهدف تدعيم وحدة وترابط مجلس التعاون، مؤكداً على أهمية المؤشرات الإيجابية الكبيرة التي جاءت في قمة مجلس التعاون الخليجي والرسائل العديدة التي حملتها من أجل استعادة العلاقات الإيجابية والتطلع إلى مرحلة جديدة، وهو ما يعزز ضرورة التمسك بخطوة حل النزاع الخليجي ودعمها كخطوة إيجابية من شأنها أن تؤثر بصورة مهمة للغاية ليس على مصالح قطر والدول الخليجية وحسب، بل وللعديد من الدول في المنطقة التي جاءت المصالحة الخليجية كبارقة أمل جديدة لمنحنى آخر من السياسات يدعم الاستقرار واحتواء الخلافات.

*حرص أمريكي

وقال شانيسكي إن الولايات المتحدة عكفت دائماً منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي على حث الدول الخليجية على فتح مزيد من الآفاق الأخرى للتعاون فيما بينها في شتى المجالات لاسيما الأمنية والدفاعية منها، وأن يتم ترك الحسابات الخاصة للدول وإيجاد روابط عامة ومشتركة من شأنها أن تصب في صالح الخليج كجبهة موحدة مما سيصب في صالح أمريكا أيضاً ويدعم سياساتها في المنطقة، ومحاولة احتواء أي صدامات تحدث بين الدول الخليجية، لذلك من الطبيعي أن مراحل حلحلة الأزمة الخليجية والوصول إلى الانفراجة الكبرى التي تحققت في قمة العلا من النتائج المهمة للمصالح الأمريكية، وأيضاً يمكن قراءتها من مؤشرات عدة من تغيرات سياسية عديدة للغاية عالمياً وخليجياً، ثم خطوة فتح الحدود البرية والجوية والبحرية، وهي خطوة لها دلالات كثيرة ومهمة، وجاءت خطوة المصالحة الخليجية المهمة لإعادة مسار السياسات والعلاقات الخليجية لما كانت عليه قبل الأزمة، واستعادة التمثيل الدبلوماسي وغيره من أشكال العلاقات الطبيعية بين الدوحة وأطراف الأزمة الخليجية التي تم حلها، وتبقى الاختلافات السياسية والتوجهات الإقليمية والرؤى السياسية بما يحفظ سيادة كل دولة وحرية إدارة علاقاتها الخارجية.

*دور مسؤول

وأكد المسؤول الدبلوماسي الأمريكي أن هناك أهمية كبيرة للدور الإعلامي كمصدر ضغط قوي في الأزمة الخليجية، وأنه من الجيد للغاية أن الأزمة لم تؤثر على قناة الجزيرة ومطالبات غلقها وما إلى ذلك، خاصة إنه في ظل فضاء الإعلام العربي المشحون يندر وجود تغطيات إخبارية احترافية، وهنا ينبغي أن ينعكس الدور المسؤول للتغطية الإعلامية في إعادة الروابط الشعبية وهو ما انعكس في مظاهر عديدة وكثيرة للغاية على منصات تويتر والرسائل الإيجابية الكثيرة التي رحب بها المراقبون العالميون منذ خطوة فتح الحدود السعودية، والأمر لا يتعلق بالمكاسب والخسائر بقدر ما هو يتعلق بالمصالح المشتركة، فكان هناك رغبة سياسية في تصحيح المسار.

*رغبات حاسمة

واختتم شانيسكي تصريحاته مؤكداً أن الرغبة السعودية كانت حاسمة بصورة واضحة في إنهاء الخلاف، متجاوزة أية محاولات سابقة لعرقلة عودة العلاقات الإيجابية، موضحا أن المملكة بوضعها الإقليمي المهم وتطلع قادتها لبناء ثقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة حيث انه كان من الواضح أن الأزمة الخليجية تمثل صداعا مؤرقا في أروقة وزارة الخارجية الأمريكية، وأن الموقف الأمريكي وموقف أغلب المقربين من فريق بايدن الرئاسي يقترب من التصور والموقف القطري برفض الأزمة ويولي أهمية خاصة لتصحيح الأخطاء الكبرى التي أثرت على وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي.
واعتبر شاينسكي المصالحة الخليجية خطوة إيجابية هائلة يجب التمسك بها ودعمها وانفراجة كبرى قد يكون من شأنها إحداث تحول مهم في المنطقة عبر نسج سياسات جديدة تفضي إلى مزيد من النقاشات المثمرة ودعم مباديء احتواء التصعيد والتوتر في مناطق أخرى بالمنطقة، فالأزمة الخليجية لم تؤثر على دول مجلس التعاون الخليجي وحسب بل كان لها آثارها السلبية على استقرار العديد من الدول بالمنطقة، وأيضاً بسبل التعاون السياسي، فبلا شك تحظى المصالحة الخليجية بترحيب من شعوب عربية في فلسطين ولبنان والمغرب والجزائر وليبيا وأيضاً باكستان والعديد من دول الشرق الأوسط، فقد تكون المصالحة الخليجية بادرة إيجابية للانخراط في سياسات تعلي القيم الدبلوماسية للحوار وأيضاً احتواء التصعيد فيما كان لها من انعكاسات وتأثيرات سلبية على الوضع في المنطقة.

Exit mobile version