اتجهت عدد من دول العالم لعلاج الإصابات الشديدة بفيروس كورونا (كوفيد – 19) بـ “البلازما” ومنها دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية .. لكن ما هو العلاج بالبلازما؟.. وهل يمثل أملاً جديداً للسيطرة على إيقاف ارتفاع الوفيات وإنقاذ الملايين من فيروس كورونا ؟
قطر
يقول الدكتور عبد اللطيف الخال، الرئيس المشارك للجنة الرصد والأوبئة بوزارة الصحة العامة، رئيس مركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية إن قطر تتجه للعلاج بالبلازما وهو أخذ المصل من المتعافين من فيروس كورونا وإعطائه للمرضى الذي لديهم حالات إصابة شديدة بالفيروس.. داعياً المتعافين من كورونا للتبرع بالبلازما إذا ما تواصلنا معهم .
أمريكا
وبدأت المستشفيات الأمريكية بالفعل بعلاج المرضى المصابين بـ “كوفيد-19″ بـ”البلازما” التي تحتوي على مضادات حيوية تقوي مناعة المريض.. وبحسب تقارير إعلامية أمريكية، جاءت الخطوة بعد أن أعطت الوكالة الأمريكية للأدوية والعقاقير الضوء الأخضر باستخدام هذا العلاج.
فرنسا
ومن المقرر أن تبدأ فرنسا العمل به الأسبوع الحالي، ووفق ما أعلنت وسائل إعلام فرنسية فستبدأ تجربة سريرية في فرنسا في 7 أبريل، تقوم على نقل بلازما دم لأشخاص تماثلوا للشفاء إلى مرضى في مرحلة شديدة من المرض، وذلك بحسب ما أعلنت المؤسسات المكلفة إنجازها.
وقالت هذه المؤسسات ومن بينها المعهد الوطني للبحث الطبي (إنسيرم) “تقوم هذه التجربة على نقل البلازما من مرضى تماثلوا للشفاء من كوفيد-19، إلى مرضى يعانون من الفيروس في محاولة لتزويدهم بهذه المناعة”.
وأضافت “بلازما الأشخاص الذين شفوا من كوفيد-19 يحوي الأجسام المضادة للفيروس، وقد تساعد المرضى الذين باتوا في مرحلة حادة من المرض من مكافحة الفيروس”.
وستؤخذ عينات محددة اعتبارا من الثلاثاء في منطقة باريس وفي شرق فرنسا من نحو 200 شخص تماثلوا للشفاء منذ ما لا يقل عن 14 يوما.
وستشمل التجربة السريرية 60 مريضا في مستشفيات باريسية “سيحصل نصفهم على البلازما” على أن تحصل عملية تقييم أولى بعد أسبوع أو ثلاثة أسابيع من بدء التجربة.
ما هي البلازما؟
والبلازما هي جزء من الدم السائل تتركز فيه الأجسام المضادة بعد مرض ما، وقد ثبتت فعاليتها في دراسات على نطاق ضيق ضد أمراض معدية أخرى مثل إيبولا وسارس.. وتستخدم حالياً لعلاج المصابين بفيروس كورونا، خاصة منهم أولئك المصنفين في حالة خطرة.
لماذا البلازما؟
تحتوي البلازما على كمية مهمة من المضادات الحيوية القادرة على تقوية مناعة المريض في وجه خطر الفيروس، وهناك من هذه المضادات توجد في دم المصابين والمرضى الذين استطاعوا التغلب عليه.
ويوضح الخبراء أن هذه المضادات الحيوية لها القدرة على التصدي للفيروسات التي تهاجم جسم الإنسان، إلا أنها “تتناقص لدى المسنين”، ما يفسر أن الأشخاص الطاعنين في السن يكونون أكثر عرضة للخطر إذا أصيبوا بكوفيد-19.
ما هي شروط التبرع بالبلازما؟
ووفق المؤسسات الصحية الأمريكية، فعلى المريض الذي شفي من “كوفيد 19” ويريد التبرع بالبلازما أن ينتظر 14 يوما قبل تبرعه، شرط أن يكون جسمه في الوقت نفسه خاليا من جميع الأمراض المعدية.
وتقول الدكتورة جولي ليدجروود من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية: “لا نريد أخذ البلازما من شخص لديه استجابة مناعية متواضعة، إن ذلك لن يكون مفيدا”.
علاج ليس جديداً؟
والعلاج بالبلازما ليس بالجديد بالنسبة للأطباء وثبتت فعاليته لدى المتعافين في دراسات على نطاق ضيق في السنوات الأخيرة ضد أمراض معدية أخرى مثل إيبولا وسارس.
واستخدم لأول مرة في 1918 ضد وباء الإنفلونزا الإسبانية، وأيضا الحصبة والالتهاب الرئوي البكتيري والعديد من الإصابات الأخرى قبل ظهور الطب الحديث.
نجاح العلاج مع فيروسات أخرى
الدكتور يحيى مكي عبد المؤمن، الطبيب الاختصاصي في علم الفيروسات بالمستشفى الجامعي في ليون الفرنسية، كان واحدا من الأطباء الذين لجؤوا للبلازما، ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية إنه وصفه “لعلاج أطفال ورجال بفيروس (بارفوفيروس باء19) وأعطى نتيجة إيجابية”.
أول متعاف بالبلازما
وعلى غرار الولايات المتحدة، انطلق العلاج بالبلازما في إيطاليا .. وكان الأطباء في الصين بدورهم قد وصفوه لمرضاهم.
وذكرت وكالة “آكى” الإيطالية أنه تم تسجيل أول حالة شفاء لمرضى كوفيد-19 عن طريق استخدام بلازما دم محملة بالأجسام المضادة لأشخاص تعافوا من وباء كورونا، مشيرة إلى أن هذه التجربة أجريت فى مستشفى سان ماتيو التعليمى بمدينة بافيا، جنوب ميلانو بإقليم لومبارديا، بؤرة انتشار الفيروس فى إيطالياا.
هل العلاج بالبلازما ناجح؟
وعلى الرغم من شفاء إصابات بالبلازما، إلا أن الأطباء والخبراء لم يحسموا ما إذا كان هذا النوع من العلاج كافيا للقضاء على الفيروس.
“من الصعب علميا معرفة مدى نجاعة الدواء ضد المرض، حتى نجربه”.. يقول الدكتور ديفيد رايش، رئيس مستشفى “مونت سيناي” في نيويورك، مضيفاً لوكالة “أسوشيتد برس”، أن “العلاج تم البدء به ونأمل أن العملية تكلل بالنجاح”، إلا أن التجارب الراهنة لن تؤدي إلى حلول سحرية .. على ما يؤكد بروس ساشياس المسؤول الطبي عن مركز التبرع بالدم في نيويورك المكلف بجمع عينات البلازما في أكبر مدينة أمريكية.
ويوضح خبراء أمريكيون “نظن أنه بعد سبعة أيام إلى 14 يوما من بداية الإصابة يطور المصابون ردة فعل مناعية ويفرزون كميات كبيرة من الأجسام المضادة. لكن لا نعرف بالتحديد متى تبلغ عملية الإنتاج هذه ذروتها”.. لكنهم يؤكدون أن كل تبرع بالبلازما “قد ينقذ حياة ثلاثة إلى أربعة أشخاص”.
التنبيهات/التعقيبات