أوضح الدكتور أحمد المحمد رئيس قسم العناية المركزة في مؤسسة حمد الطبية بالوكالة أن هناك عدة أسباب ساعدت قطر على التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” وتحقيق نتائج جيدة واستيعاب عدد المصابين وتوفير الرعاية الصحية لهم.
وقال خلال برنامج المسافة الاجتماعية على تلفزيون قطر مساء اليوم إن قطر تعرضت مثلما تعرضت باقي دول العالم لهذه الجائحة ومنذ اليوم الأول لاكتشاف حالات الإصابة بكوفيد 19 كانت الجهات المعنية تعمل على قدم وساق على مستويات عدة لاحتواء الجائحة، مستفيدين من الخبرة التي تم اكتسابها من تجارب دول أخرى تعرضت لفيروس كورونا وعانت من الجائحة قبل أن تصل إلى قطر.
وأضاف أنه تم تشكيل فرق متخصصة لمواجهة المرض وعلاج المصابين و توفير الرعاية لهم، بالإضافة إلى فرق كثيرة أخرى كانت تعمل في الوقت ذاته على جانب آخر وهو ما قبل الإصابة لتجنب إصابة آخرين بالمرض في المجتمع، لافتاً إلى أن قطر أقامت العديد من أماكن الحجر والعزل الصحيين، موضحاً أن الأولى تم تخصيصها لمن يتعرضون لمصابين بفيروس كورونا ولكنهم لم يصابوا بالمرض فيتم عزلهم عن باقي المجتمع، أما الثانية فمخصصة لمن أصيبوا بالمرض وفي حالة جيدة ولم تظهر عليهم أعراض كثيرة، حيث يتم عزلهم بعيداً عن المجتمع للحد من انتشار المرض خاصة أن كوفيد 19 شديد العدوى فضلاً عن أن الناس الذين لا تظهر عليهم الأعراض من الممكن أن ينقلوا العدوى إلى غيرهم.
وقال إنه رغم التحديات إلا إنه ولله الحمد وبتشكيل الفرق مبكراً أصبح بالإمكان التحكم في الجائحة بحيث إنها لا تشمل كل المجتمع أو كل الفئات العمرية في البلد، معتبراً أنه رغم أن عدد المصابين كبير إلا أن 90% من المصابين صحتهم جيدة ولا يوجد لديهم أي أعراض ويبقى 1% يحتاجون إلى العلاج المركز والمكثف في المستشفيات و3% إلى 5% يحتاجون إلى بعض العلاج المخفف أيضاً في المستشفيات.
ورأى أن هذه النسب حسب حدة المرض أعطت فرصة للجهات التي تعمل على مكافحة الجائحة لكي تتعامل مع كل فئة بما يناسبها من رعاية وعلاج، لافتاً إلى أن دولة قطر وفرت منذ البداية كل الإمكانيات وخصصت كل المرافق من أجل مكافحة هذه الجائحة على جميع المستويات، معتبراً أن النتائج تعتبر جيدة بالمقارنة مع كثير من الدول التي استطاع المرض أن يتفشى فيها وأدى إلى كثير من الوفيات.
وحول الخطة الاستباقية والقدرة الاستيعابية التي يوفرها القطاع الصحي في الدولة للتعامل مع كورونا، قال الدكتور أحمد المحمد إن الجانب الوقائي يسير بمحاذاة الجانب العلاجي الذي لا يقل أهمية عن الأول، لأنه طالما أن هناك جائحة فهناك احتمالية أن يكون هناك عدوى وإصابات، وهو ما يؤكد أهمية الجانب الآخر أيضاً، مضيفاً: هذا يستوجب أن نكون مستعدين لتقديم الرعاية الصحية للمصابين.
وأوضح أن المصابين بكورونا أنواع أولها، المصابون الذين لا تظهر عليهم الأعراض ويمثلون 90% من عدد الإصابات المسجلة في الدولة، أما النوع الثاني فيمثل 5% وهم من يحتاجون الدخول للمستشفى لعدة أيام مع بعض الأدوية، والثالث هم الفئة التي تحتاج للرعاية في أقسام العناية المركزة.
وأضاف: في قطر آثرنا منذ البداية وضع استراتيجية معينة لمواجهة كورونا، فعلى المستوى العلاجي خصصنا عدة مرافق ومستشفيات بحيث يتم عزل المصابين عن باقي مرضانا في المستشتفيات الأخرى التي لا تزال مستمرة في تقديم خدماتها…. وأصبح الآن الاستعداد على قدم وساق لتوسعة القدرة الاستيعابية في المستشفيات من ناحية الأسرّة والطواقم الطبية والتمريضية.
وتابع: استطعنا أن نجهز المستشفيات على مستوى عال وهناك تركيز على توسعة القدرة الاستيعابة للعناية المركزة وتم تخصيص مستشفى بالكامل وهو حزم مبيريك للعناية المركزة وتم زيادة عدد الأسرّة من 136 في البداية إلى 220 سرير عناية مركزة لكي نستطيع أن نستوعب أي عدد من المرضى الذين يحتاجون للعناية المركزة وإلى الآن لم نتعد القدرة الاستيعابية ولا يزال 40% إلى 50% من الأسرّة شاغراً.
وقال إنه بمحاذاة زيادة عدد أسرّة العناية المركزة هناك توسعة كبيرة في عدد الأسرّة التي تستقبل الحالات الحادة دون الحرجة والتي لا تحتاج إلى عناية مركزة، ومن الممكن أن تحتاج إلى أوكسجين أو أدوية، مراقبة أو علاج بالسوائل، لافتاً إلى أن هذا هو العدد الأكبر من المرضى الذي تستقبله المستشفيات.
وأضاف: كان هناك أيضاً استعداد جيد وتم زيادة عدد الأسرّة من 2250 سريراً إلى 5000 تقريباً في مستشفيات مؤسسة حمد جميعاً التي خصصناها لمكافحة الجائحة بالإضافة إلى زيادة الطواقم الطبية والتمريضية والأجهزة المطلوبة والآشعة والصيدلية…. لدينا طاقة استيعابية جيدة ويمكن أن يفسر هذا وجود الأعداد الكبيرة من المرضى المكتشفين في قطر وكما ذكرنا أن 90% منهم لا يحتاجون للمستشفيات ومن يحتاج إلى المستشفيات عددهم بسيط وضمن الطاقة الاستيعابية التي حدّدناها بل إن الطاقة الاستيعابية تستوعب ضعف هذا العدد إن لزم الأمر وإن شاء الله لا نحتاج لذلك.
وأكد أن جائحة كوفيد 19 جديدة ولم يواجهها العالم من قبل، وأن ما كان في السابق من أوبئة في العالم كان يصيب عدداً محدوداً من المرضى ويستطيع الناس بسرعة التأقلم معه، لذلك فالكل يتعلم ويستفيد من خبرات الآخرين، مضيفاً: هناك تواصل دائم مع وزارات الصحة في دول الخليج ومنظمة الصحة العالمية والجهات الأخرى المعنية التي تزودنا بالمعلومات والأدلة والبراهين على أشياء معينة في مواجهة الجائحة.